لقي الطالب في المرحلة الإعدادية “ورد كفتارو” مصرعه يوم أمس في أحد مدارس دمشق، إثر إصابته بجروح بليغة في الجمجمة، بعد سقوطه وارتطام رأسه بالأرض بدفع من زميله بحجة المزاح، وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها في مدارس النظام، بل يعد العنف أبرز الظواهر المنتشرة فيها وسط إهمال واضح من قبل المعنيين.
وحسب الأنباء المتداولة نقلاً عن مدير تربية القنيطرة، أن الطالب توفي في أحد المشافي، بعد إصابته بكسر خطير في الجمجمة يوم الخميس الماضي، بسبب دفعه من قبل زميله في المقعد على سبيل المزاح ما أدى سقوطه وارتطام رأسه بالأرض.
وانتشرت هذه الحوادث في الفترة الأخيرة في مدارس دمشق وريفها بشكل لافت للانتباه على سبيل المزاح، إذ يقدم بعض الطلاب على دفع زملائهم فجأة من المقعد الدراسي، ما يتسبب في بعض الأحيان بوقوع إصابات خطرة، في ظل غياب مراقبة الكوادر التعليمية بسبب اكتظاظ الصفوف بالطلاب وتحمل المدارس أكثر من طاقتها الاستيعابية.
إذ يعد العنف في المدارس واحد من أبرز المشكلات التي تواجه القطاع التعليمي في كافة المجتمعات التربوية، ولاسيما أنها ظاهرة منتشرة في المدارس، في ظل غياب مسؤولي الحماية من المرشدين النفسيين المختصين، لتوجيه الطلاب والعمل على تعديل سلوكهم العدواني نحو نشاطات رياضية أو ذهنية معينة.
وأرجع “أحمد عباس” مرشد النفسي في حديث سابق لمراسلتنا : تنامي ظاهرة العنف بسبب غياب دور المرشد النفسي في عدد كبير من المدارس، مشيراً إلى أهمية وجوده في ضبط سلوك الطلاب، إذ أن كثيراً منهم يعانون من سلوك عدواني، وتدني مفهوم تقدير الذات، فيلجأون للعنف تجاه زملائهم لتفريغ الطاقة السلبية، من خلال سلوك عدواني يطغى على تصرفاتهم، ويسبب أذية جسدية أو حالة وفاة كما حدث مع الطالب المذكور.
وتساءل ناشطون عن دور مديرية التربية والتعليم في حكومة النظام في الحد من تلك السلوكيات العدوانية المنتشرة بين الطلاب في المدارس، ولاسيما أن القطاع التعليمي بشكل عام يعاني من ضعف وإهمال كبيرين في جميع المراحل، ليس فقط في اتباع منهج وسلوك حزب البعث في تنشئة الجيل المدرسي، بل حتى في المناهج التدريسية التي تعتمد على التلقين والحفظ البصم دون تحفيز العقل والتفكير لدى الطلاب، وكان آخر فضائح التعليم الفترة الماضية أثناء تداول أغنية باللغة الإنجليزية لعدد من المعلمات ظهر فيها مستوى الضعف في النطق والتعليم حتى ضمن الكوادر التدريسية والتي تنعكس على الطلاب دون شك.