كيف استقبل السوريون حضور الأسد في القمة العربية الطارئة؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

توالت ردود الفعل من سوريين داخل سوريا وخارجها وبشكل متسارع، على خلفية حضور رأس النظام السوري بشار الأسد إلى القمة العربية الطارئة التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، اليوم السبت، بخصوص غزة.

وأجمع كثير من السوريين على رفضهم حضور بشار الأسد في القمة، معتبرين أن إجرامه لا يختلف عن إجرام إسرائيل بحق الفلسطينيين وسكان غزة، وفق تعبيرهم.

وتعتبر زيارة الأسد للسعودية هي الثانية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، إذ حضر في 19 من أيار/مايو الماضي، القمة العربية التي أقيمت في مدينة جدة السعودية بعد تلقيه دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

ورصدت منصة SY24، العديد من ردود الأفعال من سوريين داخل سوريا وخارجها، إذ قال الحقوقي عبد الناصر حوشان لمنصة SY24، إن “قمة يحاضر فيه اثنان من عتاة المجرمين عن العدالة والحقوق والإجرام والتمادي (إيران ونظام الأسد)، بالطبع لن تكون قمّة على قدر أهل غزّة وعدالة قضيّتهم”.

وأضاف “من حيث النتيجة، لم يأت أحد بجديد سوى اجترار الطلبات المعروفة منذ نكبة فلسطين بضرورة الحل العادل ووقف الانتهاكات وتقديم المساعدات وكلها طلبات من المجتمع الدولي دون أن يقوموا ولو بخطوة عملية واحدة من قبلهم جميعا، بمعنى أنهم أعادوا رمي الكرة في ملعب الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما مع استجدائهم لتقديم المساعدات الإنسانية وفتح المعابر، رغم أن الدول الـ 57 المجتمعة تشكّل أكثر من ربع أعضاء الأمم المتحدة، وبإمكانهم أن يشكلوا رابطة إسلامية عربية لنجدة وحماية وإنقاذ الشعب الفلسطيني من جريمة الإبادة  عن طريق التدخّل العسكري دون الحاجة لتفويض من مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة”.

وكان اللافت للانتباه حجم التهكم من رواد منصات التواصل الاجتماعي على مشاركة بشار الأسد في القمة، لافتين إلى أن الأسد لوحده قتل أكثر من نصف مليون سوري بسبب حربه على السوريين عقب اندلاع الثورة عام 2011.

وقال الناشط الإعلامي من الشمال السوري قيس الحسن لمنصة SY24 متهكماً، إن “ما جرى حرفيا يسمى النفاق السياسي، فهل من المعقول أن يحاضر بشار الأسد بالشرف؟، أستغرب كيف لم يتم استدعاء رئيس حكومة إسرائيل أيضا؟، كون جميع المجرمين والمنافقين والمحاصرين لقطاع غزة موجودون في هذه المهزلة، أي قاتل الأطفال  ومهجّر الشعب السوري السجان ابن السجان، ومن فتح حدوده لكل مرتزقة العالم، يتواجد في قمة لنصرة غزة وهو حامي حمى الاحتلال”.

كما ضجت منصات التواصل كذلك بالتذكير بجرائم الأسد، إذ قال ناشطون إن “حافظ الأسد قتل بمخيم تل الزعتر وحده 4000 فلسطيني، وقتل بشار الأسد بمخيم اليرموك وحده أكثر من 2000 فلسطيني، أي أن إجمالي القتلى الفلسطينيين على يد نظام الأسد أكثر من 13 ألف، ثم يذهب بشار الأسد إلى القمة ليزاود بالدفاع عنهم”.

من جانبه الناشط السياسي عبد الكريم العمر المقيم في إدلب، قال لمنصة SY24، إن “القمة تعقد بعد أن أبيدت غزة ودمرت بالكامل وبعد أن هُجر أهلها واستشهد الآلاف، هي قمة العار والذل”.

وأضاف أن “العار الآخر أن يحضر هذه القمة مجرم وإرهابي هو بشار الأسد، الذي قتل مليون سوري بينهم مئات الآلاف من الفلسطينيين”، معتبرا أن “هذه القمة هي أسوأ بألف مرة من الصواريخ والمجازر الإسرائيلية لأنها تأتي شاهدا على مجازر إسرائيل”.

وختم أن “هذه القمة شريكة بقتل وتهجير الفلسطينيين في غزة، أي قمة يحضرها الرئيس الإيراني الذي ميليشياته تصول وتجول في أربع بلدان عربية واحتلت العراق وقتلت وهجّرت العراقيين والسوريين واليمنيين وتهدد الأمن القومي العربي، لذلك فهذه القمة عقدت بحضور القتلة، وكان لابد من دعوة نتنياهو ليكتمل عار هذه القمة”.

أما الناشط السياسي مصطفى النعيمي فقال لمنصة SY24، “أعتقد بأن القمة العربية الطارئة تأتي في سياق أهمية أن يكون هناك موقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى، رغم تباين بعض وجهات النظر لا سيما أن القمة اشتملت على الدول الإسلامية ومنها غير العربية، نتحدث اليوم عن حضور ايران بالتحديد حيث أن الرئيس الإيراني أشار من خلال حديثه إلى ضرورة تحرير فلسطين بشكل كامل وتناسى أنه يحتل خمس دول عربية هي الأحواز العراق سوريا لبنان اليمن، وطالب المجتمع الدولي بأن يتخذ إجراءات بخصوص الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، في حين أنه كان يمارس كل أنواع الانتهاكات بحق الشعوب العربية التي يحتلها، إذن فازدواجية الخطاب هي ديدن نظام إيران”.

بدوره، تساءل الحقوقي اللبناني نبيل الحلبي على حسابه في فيسبوك قائلا “بشار الأسد الذي أعدم مجرموه الفلسطينيين في حيّ التضامن، ورموهم في حفرة تحوي إطارات ثم أحرقهم داخلها، ها هو مدعو إلى القمة العربية لمناقشة المحرقة الفلسطينية في غزة.. إلى متى سيستمر هذا الهراء؟”.

من جانبه، قال الحقوقي علي تباب لمنصة SY24، إن “مجرد قدوم بشار الأسد إلى هذه القمة حملت رسالة واضحة بأن هذه القمة لن تنجب شيئا، فكيف لقاتلهم في مخيم اليرموك وفلسطين وغيرها من المخيمات أن يحميهم في غزة”.

ورأى أن “هناك مساعي من بشار لاستعادة دوره السابق في حماية حدود إسرائيل، وهاهو يثبت الولاء للكيان الصهيوني صامتا بهذه الحرب الشعواء على الشعب الفلسطيني، وهو الذي احتوى وضبط الفصائل الفلسطينية خلال العقود الماضية يعمل لاستعادة ذات الدور، لكن المشكلة الآن أن الشعوب أصبحت واعية ولا تنطلي عليهم هذه الحيل”.

يشار إلى أن كثيرا من المراقبين أكدوا أن البيان الختامي للقمة العربية الطارئة لم يأت بالمستوى المأمول منه تجاه ما يجري في غزة، الأمر الذي أثار سخط كثيرين إلى جانب سخطهم من مشاركة إيران وبشار الأسد.

مقالات ذات صلة