بدأ الجيش الإلكتروني التابع لهيئة تحرير الشام في منطقة إدلب، بالدفاع عن متزعم الهيئة أبو محمد الجولاني والترويج بأن مناطق سيطرة الهيئة تشهد هامشا كبيرا من الحريات.
وزعمت المصادر المدافعة عن الهيئة، بأن الجولاني وأذرعه الأمنية لا تعترض أي أحد يمارس النقد أو يمارس حرية الرأي والتعبير، في تجاهل تام لحملة الاعتقالات التي تتم بين فترة وأخرى بسبب التعبير عن الآراء، وفق مصادر محلية من أبناء المنطقة.
وبمقابل ذلك، كان لبعض المصادر المحلية في المنطقة رأي آخر بمقابل ما يروج له الذباب الإلكتروني، واصفين الحكم في إدلب بأنه “قمعي”، وبأنه لا يمكن لأي شخص أن يتنفس بسبب أذرع الجولاني الأمنية التي تقمع الحريات.
وأضافوا بأن “الجولاني يزاود على الفصائل بقدرته على تكميم الأفواه وتقييد الحريات، وفرض قبضته الأمنية على الناشطين الثوريين”.
وحول ذلك، قال ناشط من أبناء الشمال السوري لمنصة SY24، إن يزعم أن هناك هامش للحريات في منطقة إدلب هم فقط أتباع الهيئة والمطبلين لها، إضافة إلى الواهمين بأن الهيئة يمكن أن تكون ذلك، فلا يمكن أن ننسى ما تقوم بها أجهزتها الأمنية من حملات اعتقال للمدنيين بشكل تعسفي، ولا يمكن نسيان الانتهاكات التي تعرض لها صحفيون وناشطون صحفيون من أبناء المنطقة، ولا يمكن التغاضي عن الإتاوات التي تفرضها على المزارعين وخاصة مزارعي الزيتون، وغيرها من التجاوزات الأخرى التي لا أحد يجرؤ على تناولها أو تسليط الضوء عليها إلا ما ندر، وفق وجهة نظره.
ووسط كل ذلك، تعمل هيئة تحرير الشام بشكل استراتيجي على الاشتراك في برامج التوعية المجتمعية، بدءًا من المبادرات التعليمية إلى الخدمات الصحية، المصممة لتعزيز الشعور بالثقة والاعتماد بين السكان المحليين.
ومن خلال توفير الخدمات الأساسية من خلال هيئات “حكومة الإنقاذ” التابعة لها، تضع الهيئة نفسها كموفر للاستقرار والدعم الذي تشتد الحاجة إليه، مما يرسخ التصور بأن وجودها ضروري لرفاهية المجتمع المحلي والحفاظ عليه، حسب مركز حرمون للدراسات.
وأوضح المصدر ذاته، أن الهيئة تستخدم المراقبة والترهيب لردع وتحييد الأصوات المعارضة داخل أراضيها، كما تخصص شبكة واسعة من المخبرين، معظمهم أعضاء في جهاز الأمن العام، وتفرض رقابة صارمة على الخطاب العام، لتحديد وقمع أي معارضة بسرعة، في حين يواجه المنشقون والصحفيون ونشطاء المجتمع المدني التهديد بعواقب وخيمة، مما يخلق مناخاً من الخوف يخنق المعارضة ويضمن هيمنة رواية هيئة تحرير الشام.