تفيد الأنباء الواردة من ريف الرقة شرقي سوريا، بالمخاوف التي يعانيها سكان تلك المنطقة على حياة أطفالهم، وذلك من جراء تضرر المدارس بشكل جزئي أو كلي، إضافة إلى قربها من الطريق العام ما يتسبب بخطر كبير عليهم.
وبحسب الأنباء الواردة، فإن بعض المدارس من دون أسوار، إضافة إلى أن بعضها لا يبعد عن الطريق العام سوى أمتار قليلة، ما يهدد حياة الأطفال بالخطر.
كما أدت تلك الظروف التي تعانيها مدارس أرياف الرقة إلى حالة من الاكتظاظ غير المسبوق في الصفوف، ما يؤثر سلبا على تلقي الطلاب للمنهاج التعليمي والمواد المدرسية.
ووفق تقديرات أبناء المنطقة، فإن نسبة الدمار التي لحقت بمدارس أرياف الرقة وخاصة عقب المعارك التي دارت خلال فترة وجود تنظيم داعش، نحو 80%.
وبين الفترة والأخرى، تتعالى الأصوات مطالبة الجهات المعنية والخدمية ترميم المدارس من داخلها وخارجها، إضافة إلى وضع أسوار لبعض المدارس الأخرى، من دون أن تلقى تلك المطالب أي آذان صاغية، وفق كلامهم.
ويخشى سكان أرياف الرقة من تفاقم حجم معاناة طلاب المدارس، خاصة مع حلول فصل الشتاء، إذ إن المناطق هناك تعاني كذلك من تضرر الطرقات وتراكم “برك” المياه، ما يؤثر سلبا على الطلاب.
كما تفتقر غالبية مدارس أرياف الرقة إلى العديد من الوسائل الترفيهية والتعليمية الضرورية لإكمال المرحلة التعليمية، إضافة إلى تردي واقع المرافق الصحية في غالبية المدارس، وفق بعض القائمين على العملية التعليمية.
وتفتقر بعض المدارس إلى النوافذ وتمديد الأسلاك الكهربائية المقطوعة عنها منذ 2017، بالإضافة لطلاء الجدران، إلى جانب حاجتها للمقاعد وجميع اللوازم المدرسية.
وقال أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن واقع العملية التعليمية المتردي لا يختلف عن حال الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في عموم أرياف الرقة، ومن يدفع الثمن هم الطلاب وحتى العائلات المحتاجة التي لا تملك ثمن قوت يومها، وفق كلامه.
ولفت إلى أن من أبرز ما يؤكد تردي العملية التعليمية هو اكتظاظ عشرات الطلاب في صف مدرسي واحد، الأمر الذي يجعل الطالب غير قادر على فهم ما يتكلم به المدرس، محذرا من تسرب الطلاب نظرا لعدد من العوامل السلبية الأخرى التي تعترض العملية التعليمية.
يذكر أنه في أيلول/سبتمبر الماضي، أفادت مراسلة منصة SY24 في مدينة الرقة، بأن عدداً كبيراً من الشباب والفتيات امتنعوا هذا العام عن الالتحاق بمدارسهم بسبب عدم قدرة ذويهم على تحمل تكلفة تعليمهم المرتفعة.
كما أطلق بعض النشطاء المحليين عدة حملات توعوية سواءً في الساحات العامة لمدينة الرقة أو على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف مكافحة ظاهرة