وسط تصعيد غير مسبوق تواصل قوات النظام وحليفه الروسي هجماته على المدنيين في شمال غربي سوريا،
وتخلف عشرات الضحايا والمصابين بينهم النساء والأطفال، كما تؤثر بشكل مباشر على أرزاق الأهالي وتمنعهم من مزاولة أعمالهم اليومية وتحرم المزارعين والعمال من الوصول إلى الأراضي الزراعية وجني محصول الزيتون، في كثير من المناطق من ريفي إدلب وحلب.
وفي آخر المستجدات التي نقلها مراسلنا، أكد إصابة امرأة بجروح خفيفة في قرية بزابور في ريف إدلب الجنوبي إثر قصف مدفعي لقوات النظام استهدف منازل المدنيين، صباح اليوم الجمعة 17 تشرين الثاني.
وفي حديث خاص مع “حسن الحسان” متطوع في الدفاع المدني السوري أكد لمراسلنا أن سياسة النظام الأخيرة في قصف المدنيين شمال سوريا اعتمدت على استخدام الصواريخ الموجهة ذات الدقة العالية، واستهدفت يوم أمس الخميس 16 تشرين الثاني، الطريق الواصل بين بلدة تفتناز وقرية آفس شرقي إدلب بثلاثة صواريخ، أدت إلى مقتل مدني وإلحاق أضرار مادية في آلية وسيارة مدنية، وأشار أن هذا الهجوم هو الرابع من نوعه الذي تشهده المنطقة في أقل من شهر واحد.
وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها بل قتل شاب مدني بذات الطريقة، باستهداف من قوات النظام بصاروخ موجه لآلية هندسية ثقيلة (باكر) أثناء مزاولة عمله في رفع سواتر ترابية على أطراف طريق “آفس – تفتناز” في ريف إدلب الشرقي لحماية المدنيين والحد من رصد قوات النظام لحركة المارة على الطريق وتمكين المزارعين من الوصول لأراضيهم الزراعية والعمل فيها لتأمين قوت يومهم.
كذلك كثفت قوات النظام استهدافها بصاروخ ثانٍ بالقرب من المكان أثناء وجود فرقنا في المكان للاستجابة، واستهدفت بصاروخ ثالث سيارة مدنية قريبة من المكان أيضاً ما أدى لاحتراقها، دون وقوع إصابات، فرقنا انتشلت جثمان الشاب المتوفى وسلمته لسيارة قريبة في المكان لإيصاله للمشفى حسب ما أكده لنا “الحسان”.
وفي أحدث إحصائية حصلت عليها منصة SY24 من الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 31 تشرين الأول فقد استجابت الفرق لـ 13 هجوماً بالصواريخ الموجهة من قبل قوات النظام، تسببت هذه الهجمات بمقتل 3 مدنيين بينهم متطوع في الدفاع المدني السوري، وإصابة 11 مدنياً بينهم طفل بجروح.
وبلغت حصيلة الاستهدافات بالصواريخ الموجهة من قبل قوات النظام في عام 2022 والتي استجابت لها الفرق، 27 استهدافاً للمدنيين في مناطق شمال غربي سوريا، وأدت لمقتل 10 مدنيين بينهم طفل وامرأة، وإصابة 36 آخرين بينهم 11 طفلاً و3 نساء.
ويأتي هذا التصعيد على المنطقة في سياق سياسة ممنهجة تهدف لضرب الاستقرار فيها، ونشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وتضاعف هذه الهجمات معاناة المدنيين وتعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وهي جرائم حرب، بينما يتقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة مرتكبيها ليبقى السوريون تحت ضرباتها دون أن يجدوا ملاذاً آمناً يحميهم، ويبقى المدنيون هم الضحية دائماً لجرائم نظام الأسد وروسيا والميليشيات الداعمة له.