تؤكد الأنباء الواردة من الشمال السوري بأن الأمراض المزمنة تهدد حياة الآلاف من السكان، والتي تفاقمت جراء الحرب والنزوح ونقص الرعاية الصحية.
ومن أبرز الأمراض المزمنة المنتشرة بين سكان الشمال السوري هي الضغط والسكري والقلب والكلى والسرطان، وسط المخاوف من ازدياد حالات الوفاة بينهم بشكل مقلق.
ولا يقتصر الأمر على انتشار الأمراض المزمنة فقط، بل يمتد الأمر إلى فقدان الأدوية اللازمة لعلاج هذه الأمراض وفي حال توافرها فإن أسعارها لا تتناسب مع قدرة المرضى بسبب ظروفهم الاقتصادية المتردية.
وأشارت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، إلى أن بين المرضى المزمنين في شمال غرب سوريا، عدداً من اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من مخيماتهم في سوريا بسبب الحرب، ويعيشون في ظروف صعبة ومحرومة من حقوقهم الإنسانية والإنسانية.
وحول ذلك، قال مأمون سيد عيسى العامل في المجال الطبي والإغاثي شمال سوريا لمنصة SY24، إن “كلفة الأمراض المزمنة كلفة كبيرة من ناحية تأمين الأدوية والأطباء ومنظومة المراقبة، ومن أجل ذلك يتم التركيز على الوقاية، خصوصا وأن الأمراض المزمنة لها مضاعفات وعقبات كثيرة”.
وأضاف “في المناطق المحررة لا يتم العمل على الوقاية في حين أن العلاج غير متوفر ويقتصر الأمر على التشخيص البسيط وليس المتقدم، إضافة إلى وجود أزمة أدوية في مستوصفات الداخل السوري، حيث أن كثيرا من الأصناف مفقودة وهي من أبرز المشاكل التي يعانيها أصحاب الأمراض المزمنة”.
وتابع أنه “رغم وجود المراكز الطبية المجانية في الشمال إلا أنها تعاني من ضغط كبير جدا، حيث أن المركز الواحد يقدم الخدمات لما يقارب من 100 مريض يوميا، يضاف إليها أيضا معاناة تلك المراكز من نقص في الأدوية، وفي حال اضطر المريض لشراء الأدوية من السوق فإن أسعارها مرتفعة جدا”.
وتؤكد مصادر طبية أخرى لمنصة SY24، أنه بالرغم من وجود العمل الإنساني عبر الحدود، لكن يعاني القطاع الطبي في شمال وشمال غرب سوريا من فجوات كبيرة من حيث التمويل وندرة التخصصات وشح الأدوية والمستهلكات الطبية، محذرة أن تدهور الخدمات الصحية سيدفع الناس للتفكير بالهجرة وبالتالي اتساع رقعة الفجوة خاصة من حيث الكوادر الصحية المؤهلة ومن حيث تأمين الأدوية والعلاجات اللازمة للسكان.