تعاني مدارس ريف ديرالزور من اكتظاظ الصفوف الدراسية نتيجة انخفاض عدد المدارس المتواجدة في المنطقة والزيادة الواضحة في عدد الطلاب المسجلين وخاصةً في مرحلتي التعليم الأساسي والإعدادي، الأمر الذي تسبب بالعديد من المشاكل بالنسبة للكادر التدريسي والطلاب على حدٍ سواء، وسط دعوات لإيجاد حلول لهذه المشكلة.
حيث تجاوز عدد الطلاب في الشعبة الدراسية الواحدة حاجز الـ 60 طالباً بمعدل أربع طلاب في المقعد الواحد، وذلك بالنسبة للمرحلة الإبتدائية، فيما بلغ عدد طلاب الشعبة الواحدة في المرحلة الاعدادية قرابة 50 طالب، أي ضعف القدرة الاستيعابية للشعبة وسط نقص حاد في اللوازم الدراسية، ما زاد من صعوبة العملية التعليمية بالنسبة للكادر التدريسي.
وأكد مصدر طبي محلي أن “ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض السارية والمعدية بين طلاب المدارس، سببه تجمع عدد كبير منهم داخل الشعبة الواحدة، ما زاد من عدد الإصابات ببعض الأمراض المنقولة فيما بينهم مثل الانفلونزا والجدري والحصبة وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي، ما زاد من الأعباء المترتبة على كاهل المشافي والمراكز الطبية المتواجدة في المنطقة”.
وأفاد مراسل SY24 في ديرالزور بتعرض عدد كبير من الأطفال للإصابة بأمراض أخرى مثل السل والكوليرا واللشمانيا والجرب، وذلك نتيجة عدم توفر مياه نظيفة صالحة للشرب داخل المدارس وتلوث الخزانات المتواجدة فيها، ناهيك عن افتقار بعض المراكز التعليمية للمرافق الصحية والحمامات واضطرار الطلاب للذهاب بعيداً عن المدرس لقضاء حاجتهم، ما رفع من نسبة الإصابة بتلك الأمراض المنقولة فيما بينهم.
“أم أحمد”، نازحة من مدينة ديرالزور ومقيمة في بلدة أبو حمام، ذكرت أن “ابنها تعرض للإصابة بالعديد من الأمراض منها الأنفلونزا والتهاب الأمعاء والجرب منذ بداية العام الجاري، الأمر الذي دفعها إلى إخراجه من المدرسة بشكل مؤقت وإكمال تعليمه في المنزل الى حين النظر في مشكلة الاكتظاظ داخل الصفوف في مدارس البلدة”، على حد تعبيرها.
وقالت في حديثها مع مراسل SY24: “تعرض ابني للإصابة بثلاثة أمراض وبشكل متلاحق خلال أقل من شهر وذلك بسبب جلوس عشرات الأطفال فوق بعضهم داخل الشعبة الواحدة، فيما أثر غياب المياه النظيفة والمعقمة وعدم تواجد حمامات داخل المدرسة على صحته أيضاً، ما دفعني لإكمال تعليمه في المنزل ريثما يتم النظر بالشكاوى التي تقدمنا بها للجنة التربية والتعليم في مجلس ديرالزور المدني”.
وأضافت أن “عشرات الطلاب يجلسون فوق بعضهم في الشعبة الواحدة دون تدفئة أو إنارة أو حتى نوافذ تقيهم الهواء البارد، ما حول المدارس والشعب الدراسية إلى ما يشبه معتقلات النظام بسبب تكدس الأطفال فوق بعضهم البعض، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على العملية التعليمية وعلى الطلاب والكادر التعليمي على حدٍ سواء ويؤدي إلى آثار سلبية كبيرة على الأطفال في المستقبل”.
يذكر أن العملية التعليمية في ريف ديرالزور تعاني من أزمات متلاحقة منذ سنوات، بدأت بسيطرة تنظيم داعش على المنطقة وإغلاق جميع المدارس وحرمان الطلاب من إكمال تعليمهم، ومن ثم سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على عدد كبير من المدارس، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على الأطفال في المنطقة وزاد من نسبة الأمية فيما بينهم.