للمرة الأولى في مدينة إدلب، يفتتح مركز تدريبي خاص بفئة النساء الكفيفات، ويهتم بتدريبهن في مجالات متنوعة منها المهني ومنها التعليمي، بحيث يساعد في دمجهن بالمجتمع من خلال تمكينهن اقتصادياً ومهنياً.
مراسلة SY24 التقت “إيمان الشبلي” مديرة مركز سوار في مدينة إدلب، للحديث أكثر حول المشروع الذي يحمل اسم (سوار النور) برعاية “منظمة سوار لحماية وتمكين النساء” العاملة في الشمال السوري، وبالتعاون مع جهة “UAF” حيث قالت: إن “المشروع استهدف الفئات الأكثر ضعفاً بالمجتمع وهم شريحة النساء الكفيفات، في منطقة إدلب وماحولها”.
وأضافت أن التدريب استهدف 60 سيدة كفيفة، وبدأ بسلسلة تدريبات متنوعة أولها تدريب الدعم النفسي، لإخراج السيدات والفتيات المستهدفات من دائرة المنزل ودمجهن مع أقرانهن، وفسح مجال للتعبير عن مشاعرهن وتطوير قدراتهن، وهذا أحد أبرز الأهداف من المشروع.
تقول “الشبلي” لمراسلتنا: إنها “لاحظت تحسناً واضحاً في نفسية المستفيدات، وخروجهن من جو المنزل والعزلة التي رافقتهن مدة طويلة، إضافة إلى وجودهن في مكان واحد وتبادل الأحاديث والاهتمامات المشتركة بينهن وتعلم مهارات جديدة، جعلت هؤلاء النسوة أكثر نشاطاً وفرحاً حسب تعبيرها.
ويقدم المركز ثلاثة تدريبات أخرى إضافة للدعم النفسي، على مدار ثلاثة أشهر، وهم تدريب على لغة البرايل الخاصة بالمكفوفين ، على يد مدربة مختصة، بهدف الوصول المستفيدات إلى مرحلة القراءة والكتابة، لأجل ذلك تقول الشبلي إنهم حرصوا على انتقاء مدربين مختصين قادرين على التعامل مع هذه الفئة الحساسة، لذا وقع الاختيار على مدربة كفيفة أيضا كونها الأقدر على الإحساس بهن وإيصال المعلومات لهن بطريقة سلسلة ومريحة.
كما اختص المركز السيدات بتدريب الإخلاء والتعامل مع الزلازل، لأهميته في المنطقة، تزويدهن بالمعلومات والخطوات اللازمة في حال حدوث كارثة طبيعة مثل الزلازل أو في حال القصف من قبل النظام مستهدفاً ال60 سيدة.
وأخيراً، بعد خضوع النساء المستهدفات للتدريبات السابقة، يختتم المركز المشروع بتدريب مهني مميز يخص 20 مستفيدة، وهو صناعة القش، كحرفة يدوية تكسب السيدات مهنة مناسبة لوضعهن، كي يعتمدن على أنفسهن في المستقبل القريب، عن طريق تأمين مصدر دخل وعمل خاص بهن.
وبنهاية المشروع سيتم افتتاح معرض للمنتجات التي تم صنعها في التدريب على يد السيدات، لتشجيعهن على الاستمرار في العمل والإنتاج وتحدي الصعوبات والظروف المعيشية.
وعن أبرز التحديات التي واجهت المشروع حسب ما أخبرتنا “الشبلي” هي مسألة تأمين قدوم السيدات إلى المركز وعودتهن إلى منازلهم بكل أريحيه وسلاسة،حيث تم تأمين مواصلات تحضرهم من المنزل إلى المركز، وبعد إنتهاء التدريب تعيدهن إلى منازلهن، دون أن يشعرن بأي عقبات في أو صعوبات لحضور التدريب والاستفادة منه.