نشرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، يوم الأربعاء، تقريرا مطولا تحدثت فيه عن أوضاع أهالي الغوطة الشرقية الخارجين حديثاً من حصار فرضته قوات النظام على المنطقة ودام خمس سنوات.
وساقت الوكالة تصريحات لأعضاء بفرق “الدعم النفسي” التابعة للنظام السوري الذين نوهوا بدورهم إلى رفض العديد من أهالي الغوطة الشرقية للحديث إليهم لأسباب عديدة، وأشاروا إلى أنهم رصدوا “سلوكا عدوانياً” لدى أطفال الغوطة الشرقية أثناء لعبهم.
ونقلت الوكالة عن أخصائية الإرشاد النفسي، “سناء منشا”، أنه “يتوجب على المنظمات الدولية والمحلية وضع برامج عمل مكثفة سواء لأهالي الغوطة وغيرهم من الخارجين من تحت سيطرة المجموعات الإرهابية”، على حد وصفها.
كما دعت الأخصائية لتوفير برامج “ترفيهية” مع برامج “دمج بيئات مختلفة” بالنسبة للأطفال، كما تحدثت “منشا” أيضاً عن ضرورة “تكثيف جلسات الدعم النفسي والتوعية للكبار حتى بعد إعادتهم إلى مناطقهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالأمان وتبديل الأفكار السوداوية من خلال طرح هذه المواضيع بشفافية ومناقشتها، لإحلال أفكار أكثر انفتاحاً”.
من جانبها، أعلنت منظمات حقوقية وإنسانية، أن قوات النظام قامت إبان خروج المدنيين من الغوطة بفصل الشباب الذين يتجاوزون 16 عاما عن النساء والأطفال والكهول بهدف إرسالهم إلى جبهات القتال، وذلك بعد أن تقوم أجهزة الأمن بالتحقيق معهم ودراسة أوضاعهم، كما أكدت تقارير إعلامية اعتقال مئات المدنيين في مدينة سقبا عقب سيطرة النظام عليها.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً التقطها أحد عناصر النظام على أحد ما يسمى بالمعابر الإنسانية التي أعلنتها روسيا لخروج المدنيين من الغوطة الشرقية، تبين قيام العناصر بتقييد الشباب والرجال وأخذهم إلى جهة مجهولة.
جدير بالذكر أن أكثر من 300 ألف مدني تعرض لحصار خانق في الغوطة الشرقية، من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الأجنبية الموالية له منذ عام 2013.
وأدى الهجوم الأخير للنظام على المنطقة، مدعوماً بالطيران الحربي الروسي للسيطرة على كامل ريف دمشق الشرقي، وتهجير 80 ألف مدني إلى الشمال السوري، وبقاء أكثر من 200 ألف مدني أغلبهم في مراكز مؤقتة بمحيط الغوطة.