تشتكي القاطنات في مخيم الهول بريف الحسكة شرقي سوريا، من تردي الواقع التعليمي بشكل كبير جدا، وسط المخاوف من ضياع جيل كامل من الأطفال بسبب ذلك.
وتطالب القاطنات في المخيم بضرورة وجود (آنسات) لتدريس أطفالهن وبناتهن داخل المخيم، مؤكدات عدم تواجد أي مُعلمات لسير العملية التعليمية، حسب قولهن.
ولفتت بعض القاطنات في المخيم إلى أن إدارة المخيم تمنع بعض النساء من تدريس الأطفال، دون توضيح الأسباب التي تقف وراء ذلك، بحسب تعبيرهن.
ودَعت بعض القاطنات في الهول إلى متابعة صفحات أو قنوات خاصة لتعليم الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تلك التي تستهدف أطفال القاطنين والقاطنات في مخيم الهول شرقي سوريا، بحجة تعليمهم أصول الدين والفقه والعقيدة للأطفال (ذكور وإناث).
وفي هذا الجانب، قال الناشط عبد المنعم المنبجاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن الأطفال في مخيم الهول بحاجة ماسة إلى تدخل عاجل وشامل لتحسين وضعهم التعليمي والنفسي والاجتماعي، وإعادة دمجهم في المجتمعات التي ينتمون إليها.
ورأى أنه يجب على الدول المعنية والمنظمات الدولية تحمل مسؤوليتها تجاه هؤلاء الأطفال، والعمل على إعادة استقبالهم وتوفير الرعاية والدعم اللازمين لهم، كما يجب على السلطات المحلية في شمال شرق سوريا تحسين الظروف المعيشية في المخيم، وتوفير التعليم النوعي والموحد للأطفال، وحمايتهم من أي خطر أو تهديد، وفق وجهة نظره.
بعض المصادر الأخرى من المنطقة تشير إلى أن التعليم في مخيم الهول غير منظم وغير كافٍ، حيث تقوم بعض المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية بتقديم خدمات تعليمية محدودة ومتنوعة للأطفال، دون متابعة أو تنسيق مع الجهات المسؤولة.
كما أن الأطفال يتلقون مناهج مختلفة تماماً عن بعضها، وبلغات متعددة، مما يسبب حالة من التخبط والارتباك لديهم، إضافة إلى أن بعض الأطفال يتعرضون للتأثير بالفكر المتطرف من قبل أمهاتهم أو زملائهم، ويتم تعليمهم القرآن دون فهم أو تفسير، حسب مراقبين.
ووفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن هناك أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، يقيمون في المخيمات والسجون شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى آلاف الأطفال السوريين، لا يحصلون على أي وثائق رسمية تثبت هويتهم أو جنسيتهم، الأمر الذي يفاقم من حجم المعاناة.