أعرب عدد من السوريين داخل سوريا وخارجها، عن أسفهم لقرار إغلاق قناة “أورينت” وتوقفها عن بث ونقل أخبار سوريا بشكل كامل بعد 16 عاما على انطلاقتها، واصفين القرار بأنه “صادم”.
وامتازت قناة “أورينت” بأنها من أوائل القنوات التي آثرت الوقوف مع الثورة السورية منذ الساعات الأولى لانطلاقتها، فكانت المنبر الأبرز الذي ينقل مظاهرات السوريين المناهضة للنظام السوري، وفق شهادات كل من عاصرها طيلة تلك السنوات.
كما امتازت “أورينت” بملامستها لأوجاع السوريين النازحين والمهجرين والمعتقلين، وحتى لملامسة قضايا المفقودين والمغيبين في سجون النظام، دون كلل أو ملل من فريقها الصحفي وخاصة العامل داخل سوريا والذي دفع أثمانا باهظة، بحسب كثيرين.
ومنذ بداية ثورة السوريين، وبحسب كلام سوريين رافضين لإغلاق القناة، انحازت “أورينت” للحقيقة والحرية والإنسان، في إصرار واضح على حرمان النظام وأعوانه وداعميه وأذرعه الأمنية من التستر على القتل والانتهاكات وإخفاء جرائمهم.
وتوالت الردود التي رصدتها منصة SY24 من ناشطين وحقوقيين وصحفيين سوريين حول قرار إغلاق “أورينت”، إذ قال الناشط الحقوقي أحمد القطيع على حسابه في فيسبوك “قناة أورينت كان لها دور كبير في تعرية جرائم ميليشيات الأسد وعناصر مخابراته وكشف الكثير من المخططات الدولية التي تُحاك ضد سوريا والشعب السوري، وأيضاً في كشف الكثير من الحقائق التي يمر بها اللاجئون السوريون في دول اللجوء، وكانت المنبر الأكثر حرّيةً للتعبير عن الرأي للسوريين، المرحلة القادمة مع الأسف سيفقد السوريون منبراً مهماً كان يتناول قضاياهم بشفافية”.
وأعرب رائد الصالح مدير الدفاع المدني السوري عن حزنه لقرار إغلاق “أورينت” قائلا في تغريدة له “محزن خبر إغلاق منصات قناة أورينت وخسارة للإعلام ولصوت كان يسعى لنقل الحقيقة”.
وأضاف “أورينت ليست مجرد وسيلة إعلامية، هي الصوت الذي وقف مع السوريين منذ أول صرخة للحرية، وهي ذاكرتنا طوال 12 عاماً، فيها فرحنا وحزننا وأحلامنا وانكساراتنا، فيها مدننا وشهداؤنا”.
وتابع “أشكر إدارة القناة وكوادرها على كل ما بذلوه من أجل الحقيقة وحرية الإعلام، قد تكون القناة توقفت، لكن معركة الحقيقة لم تنته ومازال الطريق طويلاً”.
وعبّر ناشطون آخرون عن رفضهم لإغلاق القناة بالقول “مؤسف أن يُغمد هذا السيف المسلط على رقاب كل المجرمين والمفسدين بالأرض”، في حين قال الكاتب والباحث السياسي خليل المقداد “ما أسعد أعداء الشعب السوري والفاسدين بإغلاق أورينت، كانت تفضحهم فيسمّونها قناة فتنة”.
وقال المحلل السياسي حسن النيفي حول ذلك “إعلان توقف تلفزيون أورينت وبقية معرّفاته عن العمل هو خبر محزن جدّاً، تلفزيون أورينت هو أحد الأقنية الإعلامية التي واكبت ثورة السوريين منذ فجرها الأول، وواظب بجهد كبير على تجسيد نبض الثورة بعيداً عن الارتهان، حيث امتاز تلفزيون أورينت بالجرأة وعدم المحاباة، الأمر الذي رفع من عدد منتقديه”.
ودشن ناشطون سوريون على منصات التواصل الاجتماعي وسم هاشتاغ “أورينت”، إضافة إلى تداول عبارة مفادها “أورينت.. من سمع ليس كمن رأى”.