أنذر فريق الدفاع المدني السوري أن قوات النظام تشن حرباً من نوع آخر على المدنيين وتلاحقهم لمنعهم من جني محاصيلهم الزراعية وتأمين قوت يومهم، بهجمات ممنهجة تستهدف المزارعين بالصواريخ والقذائف، وبصواريخ موجهة.
وجاءت تحذيرات الخوذ البيضاء على خلفية ارتكاب قوات النظام السوري، أمس السبت، مجزرة راح ضحيتها 10 قتلى مدنيين بينهم 7 أطفال وامرأة وأصيبت امرأة أخرى، بقصف استهدفهم أثناء عملهم بقطاف الزيتون في مزارع قرية قوقفين جنوبي إدلب.
ولفت الدفاع المدني إلى أن قوات النظام وروسيا تتعمد قصف المدنيين أثناء جني محصول الزيتون خلال هذه الفترة، لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين ومنعهم من جني محاصيلهم الزراعية، في إطار استهدافها لمقومات الحياة والأمن الغذائي في شمال غربي سوريا.
واعتبر أن استهداف قوات النظام للمزارعين ومنعهم من جني محصولهم أو زراعة أراضيهم، مؤشر خطير على ضعف مقومات الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا، حيث أن مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية لن يتمكن السكان من جني محصولها أو زراعتها هذا العام.
ونبّه الدفاع المدني في السياق ذاته، إلى تردي الأوضاع الاقتصادية، وفقدان عدد كبير من العائلات مصادر دخلها بعد سنوات طويلة من استمرار الحرب، وكارثة الزلزال المدمر، معرباً عن تنديده وبشدة لاستمرار الانتهاكات بحق المدنيين بالقول، إن “الموت يلاحق السوريين، والحرب على قوت يومهم والمجرم بلا عقاب.. هي حياة السوريين ولا جديد فيها إلا جرائم نظام الأسد ومجازره”.
وفي هذا الجانب، قال الناشط السياسي والإنساني من الشمال السوري، أحمد أبو محمد لمنصة SY24، إن خروقات النظام لم تتوقف وسط غياب أي دور للمجتمع الدولي عن الضغط لمحاسبته ولوقف تلك الانتهاكات بحق المدنيين، واليوم يتعمد قتل المزارعين الذين لا يوجد سوى محاصيل أراضيهم الزراعية وخاصة الزيتون كمصدر دخل لهم، في جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وبدعم روسي ومن الميليشيات.
وتابع “ليس القصف والقتل بالبراميل والطيران هو فقط آلة القتل لدى النظام وحلفائه ومرتزقته، فمنذ بداية الثورة والنظام يعتمد سياسية الحصار والعزل والتجويع والقتل جوعا، وقد سجل العديد من الوفيات جوعا بسبب الحصار وقضم مناطق السلة الغذائية في المناطق المحررة واتلاف المحاصيل بالقصف والحرق، فهو في كل موسم حصاد يتعمد ذلك لحرمان المدنيين منها وتضيق وخنق حاضنة الثورة”.
وأعرب أبو محمد عن استغرابه من تهميش الملف السوري دوليا وأممياً وغياب الحلول لتخليص السوريين من معاناتهم التي تتفاقم كل يوم، بحسب تعبيره.
ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، وثق فرق الدفاع المدني السوري 1129 هجوماً على مناطق شمال غربي سوريا، من قبل قوات النظام وروسيا وقوات موالية لهم، كما انتشلت الفرق خلال هذه الهجمات جثامين 134 مدنياً بينهم 35 طفلاً و 20 امرأة، وأنقذت وأسعفت الفرق 595 مدنياً بينهم 188 طفلاً و 90 امرأة، حسب بيان صادر عن الخوذ البيضاء.
وخلال شهر تشرين الأول الماضي، وثق الفريق تصعيداً عنيفاً جداً من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم على المدنيين في شمال غربي سوريا، حيث تم توثيق قرابة 300 هجوم جوي ومدفعي وصاروخي وبالصواريخ الموجهة والأسلحة الحارقة والقنابل العنقودية، أدت لمقتل 67 مدنياً وإصابة 270 آخرين.