كوارث متلاحقة تصيب ساكني المخيمات في الشمال السوري، تزامناً مع الهطولات المطرية وانخفاض درجات الحرارة، أبرزها انتشار الحرائق ضمن مخيمات النازحين، والمناطق السكنية، كان آخرها اندلاع 8 حرائق خلال 24 ساعة الماضية.
وذكرت “ندى الراشد “متطوعة في الدفاع المدني السوري لمراسلتنا أن “فرق الإطفاء استجابت لأربعة حرائق بمنازل المدنيين اثنين بمدينة إدلب وريفها، واثنين في ريف حلب الشرقي، من بينهم حريق في منزل سكني بمدينة اعزاز، بسبب المدفأة أسفر عن وفاة امرأة اختناقاً لأنها تعاني من أمراض مزمنة”.
وأضافت أن حريقاً طال فرن آلي (مخبز) في مدينة الدانا شمالي إدلب، وحريق آخر نشب في محل للألبسة بمدينة إعزاز، وحريق في سيارة لأحد المدنيين في بلدة ترمانين، وحريق في شجرة بلوط ببلدة شران شمالي حلب مؤكداً أن الفرق استجابت للحوادث الثمانية و أخمدتها.
وفي الأسبوع الماضي، أصيبت فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، بحروق خفيفة، إثر اندلاع حريق في خيمتها سببه المدفأة، في مخيم “كفرنبودة الصمود” في منطقة عقربات شمالي إدلب.
حيث يعيش السكان في مناطق شمال غربي سوريا واقعا صعباً ومستمراً منذ سنوات بسبب حرب النظام وروسيا الطويلة عليهم، ما جعلهم يلجؤون إلى طرق تدفئة أقل تكلفة في فصل الشتاء، لتردي الأوضاع المعيشية، وسوء الواقع الاقتصادي، زادت من نسب الحرائق بسبب طبيعة المواد المستخدمة في التدفئة كالوقود المعالج بدائياً والمواد البلاستيكية والفحم وغيرها من المواد غير الآمنة.
وأشارت المتطوعة من خلال حديثها إلينا، إلى ضعف عام في تجهيز شبكات الكهرباء والطاقة الشمسية والبطاريات في المنازل والخيام المبنية من القماش والبلاستيك سريع الاشتعال، الذي يجعل من أي ماس كهربائي كارثة يصعب السيطرة عليه، بالإضافة إلى مخاطر استخدام الغاز المنزلي في التدفئة وتسخين المياه في الغرف الضيقة سيئة التهوية وفي الحمامات والتي تتسبب بحالات اختناق وحروق، فيما يبقى غياب إجراءات السلامة والوعي دوراً كبيراً في أغلب الحرائق.
وقدم فريق الدفاع المدني عبر منصة SY24 عدة نصائح للمدنيين لتجنب الحرائق، أهمها إبعاد مصادر النيران والوقود عن الأطفال في المنازل والمخيمات، والالتزام بإجراءات الأمن والسلامة من الحرائق، وفصل ألواح الطاقة الشمسية عن البطاريات في وقت العواصف، والتأكد من التوصيلات الكهربائية وتفقدها بشكل دائم، وخاصة توصيلات المدافئ الكهربائية، وتهوية الغرف بشكل دائم في حال استخدام مدافئ الغاز، وعدم إشعال النيران بالقرب من الخيام، وإبلاغ فرق الدفاع المدني السوري فور حصول حريق ولو كان صغيراً.
يذكر إن ارتفاع نسبة الحرائق في مناطق شمال غربي سوريا يزيد من معاناة المدنيين، لا سيما في المخيمات ويشكل خطراً على حياتهم في ظل استمرار المخاطر الأخرى التي تلاحقهم من قصف قوات النظام وروسيا والقوات الموالية لهم المستمر وخطر الأمراض والأوبئة و كوارث الفيضانات والسيول والبرد والثلوج في فصل الشتاء.