أثارت عملية سرقة و”تعفيش” تمت في أحد الأحياء الموالية داخل مدينة حمص، صدمة القاطنين في المدينة، بعد أن استهدفت العملية إحدى المدارس الابتدائية في الحي.
وحسب الأنباء الواردة من حمص، فإن مدرسة عبد الرحمن بن عوف في حي العباسية، تعرضت فجر أمس الإثنين للسرقة من قبل أشخاص مجهولين.
وكان اللافت للانتباه أن اللصوص خلعوا الأبواب الحديدية والألمنيوم والمدافئ وبعض التجهيزات في المكاتب الإدارية، ما أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية تمكن اللصوص من تعفيش محتويات المدرسة دون أن يشعر بهم أحد، خاصة وأنهم سرقوا كل ما تحتويه المدرسة تقريبا، وفق تعبير سكان المنطقة.
وتباينت ردود الفعل حول حادثة “تعفيش” المدرسة، حيث أرجع البعض سبب تلك العمليات إلى الفقر والجوع وحاة الناس إلى الأموال كون الراتب الشهري لا يكفي والأزمة الاقتصادية في تفاقم، في حين عزا البعض الآخر السبب إلى أن المتواجدين في تلك الأحياء اعتادوا على التعفيش بالتزامن مع غياب الرادع الأمني والقضائي.
وأعرب عدد آخر من السكان عن سخطه من تلك الحادثة بالقول “عندما يكون المواطن بأشد الحاجة فمن الطبيعي أن تنتشر تلك الظواهر”.
وتساءل عدد من المتفاجئين بعملية السرقة تلك بالقول “أين حراس المدرسة، أين دوريات الأمن؟ أين سكان الحي؟”، في حين أضاف آخرون “وكأن حي العباسية أصبح بؤرة للأعمال السيئة، وكأن المطلوب منه أن يصبح مرتعا للأعمال القذرة”.
واستنكر سكان المدينة غياب أي دور لقوات أمن النظام، مطالبين القوى الأمنية بالتحرك والقبض على كل من تسول له نفسه الإساءة إلى مؤسسات الدولة والمؤسسات التربوية والمعلمين بشكل خاص، مشيرين إلى أن “المدارس هي العدو الأول لهؤلاء الجهلة”.
وقبل أيام، سجلت حادثتا اعتداء على مَدرستين في محافظة حمص خلال الأيام القليلة الماضية، الأولى تعرض طالب للضرب المبرح على يد أحد الأشخاص، والثانية اعتداء على مديرة إحدى المدارس في المحافظة.
وباتت حوادث الاعتداء على المدارس سواء التي تستهدف الكادر التدريسي أو الطلاب، في واجهة المشهد بمدينة حمص، لتضاف إلى سلسلة الأحداث الأمنية والمعيشية التي يعانيها السكان.
ومؤخرا، بدأت مدينة حمص تتصدر الواجهة بالوضع الأمني المتردي وخاصة بما يتعلق بجرائم الخطف مقابل المال، أو جرائم القتل وغيرها من الجرائم الأخرى، مقارنة بمحافظات أخرى.