تعرضت عدة مدارس في ريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” للسرقة من قبل أشخاص مجهولين، الأمر الذي تسبب بتوقف العملية التعليمية في عددٍ منها بشكل كامل أو جزئي، فيما اضطر بعض المدرسون لإعطاء الدروس للطلاب دون وجود أي مقاعد أو مدافئ أو حتى ألواح للكتابة عليها.
عمليات السرقة استهدفت معظم المدارس الواقعة بعيداً عن الأحياء السكنية أو الشوارع الرئيسية أو تلك التي تقع بين الأحراش الزراعية لصعوبة مراقبتها وعدم تواجد أي سكان حولها، ناهيك عن سهولة اقتحامها و إفراغها من محتوياتها وخاصةً في ساعات الليل المتأخرة والتي تشهد انعداماً في الحركة من قبل المواطنين.
مراسل منصة SY24 في الريف الشرقي أكد ارتفاع معدلات السرقة والسطو داخل مدن وبلدات المنطقة والتي استهدفت المؤسسات الرسمية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” وبعض مقرات المنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة، فيما تتعرض المدارس بشكل متكرر لعمليات سرقة للأثاث والقرطاسية واللوازم المدرسية من مقاعد وألواح وكتب ودفاتر وغيرها.
المراسل أشار إلى قيام أهالي المنطقة والمجمع التربوي التابع لمجلس ديرالزور المدني بتقديم العديد من الطلبات لـ “الإدارة الذاتية” و”قوات سوريا الديمقراطية” بضرورة توفير حرس لكل مدرسة في الريف الشرقي، وتركيب كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار مرتبطة مع المراكز الأمنية القريبة منها لضمان عدم تعرضها للسرقة وتوقف العملية التعليمية على أثر ذلك.
في الوقت الذي أوضح فيه مراسل المنصة استمرار رفض “الإدارة الذاتية” تعيين أي عناصر حراسة على المدارس في الريف الشرقي بحجة “عدم وجود دعم من قبل المنظمات الدولية، و تخوفها من تعرض هؤلاء الحراس للخطف أو القتل على يد اللصوص أو خلايا تنظيم داعش التي تتهم كل من يتعاون مع قسد بالخيانة وتقوم بتصفيته”، على حد وصفها.
“أبو محمد”، أحد أعضاء الكادر التعليمي في ريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن “المدرسة التي يدرس بها تعرضت منذ بداية العام الجاري لأربع عمليات سطو من قبل أشخاص مجهولين وتم سرقة بعض المقاعد الدراسية وعدة كراسي ومدافئ وكمية من المازوت المخصص للتدفئة، بالإضافة إلى بعض اللوازم الدراسية من كتب ودفاتر وقرطاسية ما تسبب بتوقف الدراسة فيها لعدة أيام”، على حد وصفه.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 قال: إن “جميع المدارس في الريف الشرقي تحتاج إلى حراس يداومون خلال ساعات المساء إلى حين بداية الدوام الرسمي، وقمنا بتقديم عدة اقتراحات إلى لجنة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية وإلى قوات قسد من أجل تعيين حراس مع عائلاتهم، وتخصيص غرفة لهم للمبيت وتسليمهم سلاح فردي لضمان عدم تكرار حوادث السرقة غير أن طلباتنا قوبلت بالرفض”.
وأضاف أن “عمليات السرقة تحدث بشكل مستمر وفي بعض الأحيان تكون تلك العمليات علنية أي أننا نعرف الجاني ولا نستطيع تقديمه للعدالة بسبب الواسطة والمحسوبية، في الوقت الذي يبقى فيه الخاسر الوحيد لإهمال الإدارة الذاتية هو الطالب الذي لا يجد مقاعد ليجلس عليها أو مدافئ ووقود للتدفئة وبالذات خلال الأشهر القادمة”.
والجدير بالذكر أن مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي تعيش وضعاً أمنياً صعباً للغاية مع استمرار الهجمات المسلحة التي تشنها قوات العشائر ضد “قوات سوريا الديمقراطية”، مع وتعرض الأخيرة للاستهداف من قبل خلايا تنظيم داعش التي ارتفع معدل عملياتها في المنطقة خلال الشهرين الماضية، إضافة إلى الزيادة الواضحة في عدد عمليات السرقة والسطو المسلح وغيرها من المشاكل الأمنية التي أثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين.
