لاقت أنواعاً جديدة من المشاريع الزراعية في الشمال السوري نجاحاً وإقبالًا كبيرين، لأصناف جديدة من المزروعات لم تكن تزرع في المنطقة من قبل خلال السنوات الماضية، وبعد تجارب فردية ومحدودة من قبل عدد من المزارعين وبمساعدة مهندسين زراعيين متخصصين، أثبتت نجاحها زراعياً واقتصادياً.
للحديث أكثر عن الموضوع، التقت مراسلة SY24 المهندس الزراعي “موسى البكر”، الذي أكد لنا أن زراعة الكركم والزعفران والوردة الشامية والعصفر هي أكثر الأصناف الجديدة التي تم العمل عليها حاليا في الشمال السوري، وهي محاصيل ذات جدوى اقتصادي عالي جداً وتحقق دخل مادي كبير، كما أنها لا تحتاج مساحات كبيرة وواسعة ويتم تصديرها إلى الخارج.
وفي نهاية شهر تشرين الثاني الفائت، كان موسم حصاد نبات الزعفران، إذ زرع هذا العام للمرة الأولى في الشمال السوري كأحد المشاريع الزراعية الإنتاجية الجديدة، وحظيت باهتمام واسع من قبل الأهالي والمزارعين، ولاسيما أنها تحقق مردوداً مادياً كبيراً في حال نجاحها واستمرارها في السنوات القليلة القادمة.
ويعد الزعفران واحداً من النباتات العطرية الزكية، يوضع على الطعام كنوع من التوابل وله استخدامات طبية أيضاً، ويستخدم أيضاً كمادة منكهة في القهوة العربية في بعض دول الخليج العربي وهو من التوابل الباهظة الثمن.
يقول “البكر” في حديث خاص لمراسلتنا: إن “المشروع سيكون ناجح جداً في السنوات القادمة، لاسيما إن اعتمد على إكثار الأبصال حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد منها مابين 25 _ 40 دولار، وهذه البصيلات تتكاثر في السنة التالية وقد تعطي ثلاث أو أربع بصيلات، أي إن زراعة ألف بصلة في السنة الأولى قد تعطي إنتاج في السنوات القادمة يصل عدده إلى 4 أو 5 آلاف بصلة”.
كذلك حظيت زراعة الورد الدمشقية كمشروع إنتاجي باهتمام من قبل المزارعين، وزرعت هذا العام في مناطق متعددة أبرزها بلدة كللي شمال إدلب، وكانت ذات إنتاج وفير وحققت أرباح جيدة حسب قول أبو محمد أحد المزارعين في المنطقة.
يقول إن قطاف الوردة الشامية يستمر إلى آخر شهر تشرين الثاني الماضي، ويخصص أول شهرين لقطاف بتلات الورد وبيعها في السوق المحلية لصناعة المربيات وشراب الورد، وفي آخر الأشهر يقد تقطف الأزرار الصغيرة وتجفف ثم وتباع.
يبلغ سعر كيلو بتلات الورد اليوم في السوق المحلية 25 ليرة تركية، يؤكد لنا المزارع إن حاجة السوق كبيرة مقارنة بالكميات الموجودة في الحقول، لذا فإن التصدير يكون على مستوى ضيق جداً.
إذ تكثر ستخدامات الوردة الدمشقية كثيرة، وأهمها دخولها في صناعة العطور والزيوت وماء الورد، لأغراض تجميلية ولكن مشاريع تقطير الوردة ليست متوفرة بالشكل الكامل حاليا في إدلب، باستثناء مشاريع صغيرة جداً ومحدودة، يقول “البكر” عن هذا المشروع إنه أحد المشاريع الجديدة الناجحة، وتوقع لها مستقبلاً جيداً لإنتاجها وترويجها في إدلب خلال السنوات القادمة.
كذلك تم زراعة نبات “الكركم” والعصفر والزنجبيل وهي من النباتات من أشهر أنواع التوابل العطرية، ذات إنتاجية عالية وبدأت من العام الماضي تلقى رواج وتسويق في المنطقة، وحققت نجاحا ملحوظاً، إذ تشهد محافظة إدلب اهتماماً ملحوظاً بأنواع تلك الزراعات وتم تنفيذ عدد من المشاريع التي حققت إنتاجاً جيداً، ولها مستقبل في المنطقة.