أعلنت ميليشيا الفيلق الخامس التابعة للقوات الروسية عن فتح باب الانتساب إلى صفوفها في ديرالزور عبر عدة مراكز تابعة لها، وذلك في عقد لمدة ستة أشهر مقابل راتب شهري يصل إلى 120 دولار أمريكي وفق شروط معينة ولمدة محدودة، الأمر الذي دفع عدد من الشباب لتسجيل أسمائهم لديها على أمل قبولهم كمتطوعين فيها.
إعلان ميليشيا الفيلق الخامس الأخير تزامن مع قيام ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبنانية بالإعلان أيضاً عن فتح باب التطوع لديها في مختلف المدن والبلدات التي تسيطر عليها، مع تنازلها عن العديد من الشروط التي كانت قد وضعتها سابقاً في محاولة منها كسب أكبر عدد من الشباب لديها، بسبب تدني قيمة الرواتب التي تقدمها لمنتسبيها مقارنةً بالمخاطر التي يواجهونها مع استمرار تعرض مواقعها لغارات من قبل طيران التحالف الدولي.
في الوقت الذي شهدت فيه المعابر النهرية غير الشرعية بين مناطق النظام ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” زيادة واضحة في عدد الشباب المسافرين عبرها بغية الخروج من البلاد بشكل نظامي أو غير نظامي، وذلك بحثاً عن فرص حياة أفضل مع استمرار تدني المستوى المعيشي في مناطق النظام وعدم حصولهم على فرص حقيقية تمكنهم من تحقيق تطلعاتهم وأحلامهم.
مراسل منصة SY24 في ديرالزور أكد أن المدينة تشهد أكبر حركة نزوح جماعي للشباب إلى خارجها منذ عام 2015 نتيجة التضييق الأمني عليهم من قبل قوات النظام والأفرع الأمنية، ناهيك عن تدني المستوى المعيشي وغياب فرص العمل الحقيقية وانخفاض الرواتب مقارنةً بالدخل اليومي للفرد، وغيرها من الأسباب والظروف التي دفعت العديد من الشباب لبيع كل ما يملكونه بغرض السفر إلى أوروبا.
المراسل أشار إلى قيام بعض الشباب بدفع مبالغ مالية وصلت إلى 1000 دولار أمريكي وذلك فقط لعبور المعبر النهري الذي يسيطر على معظمها ميليشيا الفرقة الرابعة، كون هؤلاء الشباب مطلوبون لأداء الخدمة الإجبارية في جيش النظام أو لديهم مشاكل أمنية، وسط استمرار محاولات خروجهم من المدينة بأي طريقة ممكنة.
“عمر الحسين”، شاب من مدينة ديرالزور استطاع العبور مؤخرا إلى مناطق “قسد”، ذكر أن “الأوضاع أصبحت غايةً في السوء مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والأمني والمعيشي في ظل سيطرة المليشيات المسلحة وقوات النظام على جميع مفاصل الحياة، وعدم قدرة الشباب على التحرك دون تعرضهم للمضايقات من قبل هذه الميليشيات التي تسعى إلى الضغط عليهم لإجبارهم على الالتحاق بصفوفها”، على حد وصفه.
وفي حديثه لمنصة SY24 قال: “أي شاب يحلم بعد تخرجه بالعمل لبناء مستقبله ضمن الإمكانيات التي يملكها، لكننا في ديرالزور نبدأ بالتخطيط للهرب من المدينة قبل تخرجنا بسنة أو اثنتين وذلك لعدم وجود أي فرصة لنا بالبقاء هنا دون اضطرارنا للتعامل مع الميليشيات الإيرانية والروسية أو التحول لأداة تحركها الأفرع الامنية، لذلك لم يتبق لدينا سوى الهرب إلى الخارج بأي طريقة ممكنة حتى لو أجبرنا على بيع ممتلكاتنا و عقاراتنا”.
وأضاف أنه “لا أحد يمكنه العيش في مدينة تحكمها ميليشيات طائفية مسلحة تحاول باستمرار تغيير ديمغرافيتها وتحويلها إلى كربلاء ثانية، كما أن الوضع المعيشي المتردي وغياب جميع مقومات الحياة من مياه وكهرباء ومحروقات وغيرها أثقلت كاهلنا طوال السنوات الماضية وجعلتنا نفكر بالهرب من هنا بأسرع طريقة ممكنة”.
والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور تعاني من غياب شبه تام لجميع الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وانترنت ومحروقات مع تدني واضح في الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك بسبب استمرار قوات النظام والميليشيات المسلحة الموالية لها بالسيطرة على جميع مفاصل الحياة فيها والتضييق على المواطنين منذ أكثر من 10 سنوات، الأمر الذي دفع معظم شباب المدينة للهجرة إلى خارجها بحثاً عن حياة أفضل لهم و لعائلاتهم.