أفادت مصادر محلية من منطقة إدلب شمال سوريا، أن هيئة تحرير الشام تعمل على إشغال الناس بلقمة العيش والضرائب خوفا من التظاهر ضدها.
ورأت المصادر المحلية أن أكثر ما تخشاه الهيئة هو تظاهر الناس ضدها، ما يعني الإطاحة بها، ومن أجل ذلك نراها تُشغل الناس بلقمة عيشهم تماماً كما يفعل النظام مع القاطنين في مناطق سيطرته، وفق رأيها.
واعتبرت المصادر أن غلاء الأسعار والضرائب التي يتم فرضها سياسة ممنهجة من هيئة تحرير الشام، لتركيع المدنيين، وفق تعبيرها.
وأضاف مصدر محلي من أبناء الشمال السوري لمنصة SY24 قائلاً “يعيش المهجرين وأهل مدينة إدلب ظروفاً معيشية صعبة رغم ما تشهده المدينة من تطور عمراني وخدمي وبناء المولات والقصور، لكن السؤال الذي يجب طرحه هل هذه الأمور تحسن الوضع المعيشي للمواطن؟”.
وتابع أن “الهيئة تسيطر على مناطق واسعة في إدلب، لكنها لا تسيطر بشكل كامل على السكان، فهناك العديد من السكان الذين لا يتفقون مع سياساتها، ويعارضون وجودها في المنطقة بشكل ضمني، وبالتالي، فإن أي تظاهرات ضدها، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار مناطق سيطرتها”.
ولفت إلى أن “هيئة تحرير الشام تسعى إلى أن تكون حكومة شرعية في إدلب، وبالتالي، فإن أي تظاهرات ضدها من قبل المدنيين، ستزيد من عزلتها وتضعف موقفها”.
ناشط سياسي من محافظة حلب (فضّل عدم ذكر اسمه)، قال لمنصة SY24 “لا شك أن من أهم عوامل السيطرة على الشعوب هي محاربتهم في لقمة عيشهم، وهذا ما حصل مع السوريين منذ انطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد، فعمليا استخدام ذات التكتيكات تصب في مصلحة البقاء وهذا ما يقوم به اليوم الجولاني، سواء كان من خلال عمليات ما يطلق عليها الزكاة أو حتى الضرائب أو رخص البناء والمحال التجارية وصولا إلى الدراجات النارية”.
وتابع “في ظل هذا الحجم الكبير من الدخل ما دون خط الفقر أعتقد أن هناك أولويات يجب مراعاتها، لكن لدى منظومة جولاني معايير مختلفة منها التي تعتمد على زيادة دخل النافذين ضمن مؤسسة الجولاني ومحاصرة من هم في الخيام بضرائب متعددة الأطراف، على سبيل المثال للحصر هذه المولات التي تم بناؤها مؤخرا، حيث يتساءل الشعب السوري الموجود في تلك المناطق من أين لهؤلاء التجار أن يبنوا تلك المولات في ظل هذا الحصار الكبير المفروض على الشعب السوري عموما ولا سيما في المناطق المحررة، التي تقتات على المساعدات الإنسانية، والغالبية العظمى من هؤلاء المهجرون بالتحديد ينتظرون السلة الإغاثية في ظل وجود سيارات تزيد قيمتها عن 40.000 دولار، وبنفس الوقت نرى أن هناك أناس يبحثون ضمن أكياس القمامة عن البلاستيك وبعض المواد التي يستخدمونها في تشغيل التدفئة بالنسبة لهم ، بينما نلاحظ أن هناك تجار كبار أو ما يطلق عليهم كبار الكسب، يبنون اليوم المولات”.
وأشار إلى أن “هناك فجوة بين هؤلاء الذين أصبحوا من أصحاب رؤوس الأموال والمهجرين قسرا من مناطقهم والمكبلين بقوانين الضرائب، لذلك أرى أنه لابد من أن يعاد النظر في آلية التعامل مع الضرائب في ظل الوضع الإنساني المتدهور، لا سيما نحن اليوم مقبلون على ربما قد يحصل وقف لكامل المساعدات الإنسانية تجاه محافظة إدلب، وبالتالي ستساهم في توسيع الهوة ما بين من كان مستفيدا من السلال الإغاثية وبين ما يطلق عليه بين قوسين كبار الكسبة، وهم من القياديين النافذين في الصف الثاني والثالث ومهمتها جمع الأموال للهيئة، وذلك لتوظيفها إيجابا تجاه تموضعهم داخل الهيئة ونفوذهم الكبير وصولا إلى إضعاف من هم دون خط الفقر، وفي ظل من هم يمتلكون تلك الأموال”.
ووسط كل ذلك، وبشكل عام، فإن تظاهرات المدنيين ضد هيئة تحرير الشام تدل على عدم رضاهم عن سياساتها وممارساتها، وتعكس رغبتهم في التغيير، وهو ما تخشاه الهيئة وإن كانت لا تعبر عن ذلك صراحة وإنما من خلال محاولة الضغط على أي أصوات تخالفها الرأي، حسب بعض سكان المنطقة.