أعلنت إدارة مخيم الهول تسليم أول دفعة من كاز التدفئة للنازحين بعد مرور أكثر من شهر ونصف على دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، حيث بلغت حصة العائلات الصغيرة التي لا يتجاوز عدد أفرادها سبعة اشخاص 50 لتر من الكاز، فيما وصل حصة العائلات الكبيرة 100 لتر وذلك لمدة عشرين يوم، على أن يتم إعادة التوزيع بعد انقضاء المدة وإلى حين انتهاء فصل الشتاء أي بعد ثلاثة أشهر.
توزيع كاز التدفئة داخل مخيم الهول جاء بعد مناشدات عديدة أطلقها النازحون بسبب انخفاض درجات الحرارة الكبير وعدم توفر أي نوع من مواد التدفئة، واضطرار بعض العائلات لشراء المازوت أو الكاز من حراس المخيم وبأسعار مرتفعة، فيما اتجهت بعض العائلات لحرق الأخشاب وبعض الأثاث المنزلي والألبسة المستعملة للتدفئة.
مراسل منصة SY24 في الحسكة تحدث عن احتجاج عدد كبير من العائلات على طريقة توزيع مخصصاتهم من كاز التدفئة في مخيم الهول، وذلك بسبب انخفاض الكمية مقارنةً بعدد أفراد العائلة وعدم قيام إدارة المخيم بتوزيع المدافئ ومتعلقاتها على النازحين، ناهيك عن سوء المادة الموزعة وانبعاث رائحة كريهة منها تسببت في إصابة عدد من الأطفال بحالات اختناق خلال الشتاء المنصرم.
المراسل أشار إلى استمرار إدارة مخيم الهول رفضها توزيع مادة المازوت المخصص للتدفئة على النازحين بحجة استخدام خلايا تنظيم داعش تلك المادة في شن هجماتهم على حرس المخيم، واستخدامها أيضاً في إحراق خيام النازحين المعارضين لأفكار التنظيم و الرافضين لسياساته، والتي تسببت خلال السنوات الماضية بمقتل وإصابة العشرات بينهم أطفال.
نازحو مخيم الهول اعتبروا أن الكمية الموزعة من الكاز لا تكفي للتدفئة كون معظم العائلات تحتاج إلى إشعال المدافئ فترات طويلة وخاصةً في المساء بسبب انخفاض درجات الحرارة الكبير ودخول الهواء البارد ومياه الأمطار إلى داخل الخيام المهترئة والقديمة، ناهيك عن استخدام بعض العائلات الكاز في طهو الطعام وتسخين المياه للاستحمام وغير ذلك من الاستعمالات.
“أم أحمد”، من أهالي ديرالزور ونازحة سابقة في مخيم الهول، ذكرت أن “كمية الغاز التي تم توزيعها هذا العام هي نفسها التي تم توزيعها العام الماضي بالرغم من خروج عدد كبير من العائلات من المخيم سواء من النازحين السوريين أو العراقيين، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول فساد إدارة المخيم والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية العاملة فيه”، على حد وصفها.
وفي حديثها مع مراسل منصة SY24 قالت: إن “العام الماضي تم توزيع 25 لتر من الكاز للعائلات الصغيرة و50 للعائلات الكبيرة كل عشرة أيام، وهذا العام تم مضاعفة الكمية وتمديد مدة التوزيع وفي الحالتين لا يكفي الكاز لسد احتياجات العائلات في المخيم كونهم يستخدمونه في تسخين المياه للاستحمام وطهي الطعام والإنارة والتدفئة وغير ذلك من الاستعمالات”.
وأضافت أنه “ما يزال النازحون في مخيم الهول يعانون من مشكلة التدفئة وعدم توفر المحروقات بشكل مستمر، وذلك نتيجة سياسات إدارة المخيم التي تشدد على ضرورة عدم إدخال أي نوع آخر من الوقود إلى داخله وتخوفها من استعماله من قبل خلايا تنظيم داعش في شن هجماته على الأسايش، وهو ما فنده النازحون كون الكاز أيضاً يمكن استخدامه بنفس الطريقة التي يستخدم بها المازوت أو البنزين”.
فيما نوهت السيدة أم أحمد إلى رداءة مادة الكاز التي وزعتها إدارة المخيم على قاطنيه، حيث تنبعث منه “رائحة كريهة جداً تسببت بإصابة عدد كبير من النازحين بأمراض في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى صعوبة إشتعاله وتسببه بحوادث كثيرة أدت إلى عدد من حالات الوفاة أو الإصابة بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة”.
والجدير بالذكر أن قاطني مخيم الهول للنازحين يعانون من ظروف معيشية صعبة خصوصاً مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، إذ ما يزال المخيم الذي يقطنه أكثر من 55 ألف نسمة يشهد نقصاً حاداً في الكثير من الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي والتعليم وغيرها من الخدمات، مع استمرار رفض إدارة المخيم تمديد الكهرباء إلى داخل خيام النازحين أو توفير وسائل تدفئة آمنة ونظيفة.