بدأت أزمة ارتفاع أسعار الدواء بنسبة تصل إلى 100% في مناطق النظام السوري، تلقي بظلالها على أصحاب الأمراض المزمنة.
وتتعالى الأصوات محذرة من زيادة الأمراض وتفاقمها نظراً لعجز المريض عن شراء الأدوية بأسعار تفوق القدرة الشرائية لهم، بحسب القاطنين في تلك المناطق.
وقبل أيام، أصدرت وزارة الصحة نشرة سعرية جديدة تتضمن زيادة بنسبة 70-100% على جميع الأصناف والزمر الدوائية المنتجة محلياً، في ارتفاع هو الثالث لهذا العام.
وتعتبر فئة المرضى المزمنون الذي يحتاجون إلى الدواء باستمرار، مثل مرضى القلب والضغط والشرايين والسكري والغدة والبروستات، من أكثر الفئات المتضررة من ارتفاع أسعار الأدوية، ما يعني المزيد من التراجع في صحتهم.
وأكد القاطنون في مناطق النظام، أن الارتفاعات المستمرة على سعر الأدوية أصبحت عامل ضغط حقيقي على المرضى، وعلى إمكانية حصولهم على الدواء للحفاظ على حدٍ أدنى من الصحة تبقيهم على قيد الحياة.
ولا تقتصر الضرر على المرضى المزمنين فقط، بل والأطفال أيضاً، وخاصة الرضع الذين يحتاجون إلى الحليب النوعي.
وحسب الأخبار الآتية من مناطق النظام فإن من ليس لديه قدرة على شراء الأدوية ستتفاقم أمراضهم وتتراجع صحتهم، ليصبحوا على مشارف الموت الحتمي، بحسب التحذيرات.
وعلى الفور، رد القاطنون في مناطق النظام على تلك التحذيرات بالتأكيد على أن الأمر لا يقتصر على غلاء أسعار الأدوية بل يمتد الأمر إلى غلاء أجور المعاينات الطبية في المستشفيات وعند كثير من الأطباء، وفق تعبيرهم.
وفي هذا الجانب، قال الناشط يوسف الشامي المهتم بتوثيق ما يجري في مناطق سيطرة النظام السوري لمنصة SY24، إن “التحذيرات منطقية وفي مكانها، وقد شكا عدد من المواطنين وخاصة المرضى من غلاء أسعار الأدوية بنسبة كبيرة جدا، حتى أن بعضهم بات يفضل الموت نظرا لتردي الواقع المعيشي والاقتصادي إلى جانب أزمة الأدوية وغلاء أسعارها”.
وأضاف أن لسان حال من يقطن في مناطق النظام هو أن الكارثة ليست في غلاء الأدوية فقط بل بدخل المواطن وراتبه الشهري الذي لا يكفي مصاريف واحتياجات المنزل لمدة أسبوع أو أقل، خاصة إذا كانت الأسرة مؤلفة من 5 أشخاص.
في حين أن البعض الآخر يصف تلك القرارات بـ “المدمرة والتي لا تراعي دخل الفرد”، إذ أن كل شيء أصبح فوق القدرة الشرائية لمعظم أفراد الشعب، وفق وصفهم.
وفي السياق، أنذر آخرون أن هذا الغلاء يعني موت المرضى بشكل بطيء جدا، أو سيدفع بالمرضى المزمنين إلى الاستغناء عن نصف الأدوية اللازمة لهم ما يعني زيادة حجم المعاناة.
ومؤخراً، قال أحد القاطنين في مناطق سيطرة (فضّل عدم ذكر اسمه) في حديثه لمنصة SY24، إن الأدوية بدأت بالارتفاع بشكل غير مسبوق، فعلى سبيل المثال الدواء المخصص لمرض (الكريب) وصل سعره إلى حدود 35 ألف ليرة سورية.
ووسط كل ذلك، يواجه سوق الأدوية في سوريا منذ فترة أزمة مستمرة، تمثلت برفع السعر أكثر من عدة مرات خلال شهر واحد، وفقدان أصناف دوائية كثيرة من أغلب الصيدليات، واحتكار بعضها من قبل المستودعات الدوائية.