اعتقلت النيابة العامة الاتحادية، في 12 الشهر الجاري، المواطن السوري المدعو “عمار المزرعاني” والذي تم القبض عليه من قبل ضباط من مكتب الشرطة الجنائية بولاية “بادن فورتمبيرغ” في ألمانيا، بناءً على مذكرة توقيف صادرة عن قاضي التحقيق لدى محكمة العدل الاتحادية مؤرخة في 27 شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حسب آخر المستجدات التي ما وافانا به مراسلنا.
وذكر المراسل، أن المتهم مشتبه به و “بقوة” كونه شريك بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال التعذيب والحرمان من الحرية، بالإضافة إلى جرائم حرب ضد الأشخاص في درعا.
وحدد أمر الاعتقال بشكل أساسي عدة حقائق أبرزها: أنه منذ نهاية أبريل/نيسان 2011 على أبعد تقدير، استخدم النظام السوري القوة الوحشية ضد المعارضين له، بهدف وقف حركة الاحتجاج وترهيب السكان في ذلك الوقت بمساعدة قوات الأمن.
وتصاعدت التوترات في سوريا مطلع عام 2012، حيث بدأت قوات النظام بمشاركة ميليشيات مختلفة، بما في ذلك “حزب الله” اللبناني، في الاشتباكات ضد جماعات المعارضة ودخلت مرحلة المواجهة المسلحة بين الطرفين.
وأكدت التهم أن المدعو “عمار المزرعاني” كان عضواً حينها في ميليشيا “حزب الله” المحلية في بلدة بصرى الشام السورية، في الفترة الممتدة بين عامي 2012 و2013.
وركزت الحقائق الموجودة أنه في آب/أغسطس 2012، قام المدعو مع أعضاء آخرين من ميليشيا “حزب الله” باقتحام منازل المدنيين في بصرى الشام بالقوة، وسرقة العديد من الأغراض منهم، ثم قامت المجموعة بإشعال النار في المنزل بالكامل بناء على أمر شخصي من المتهم، كما تعرض سكان المنزل للإيذاء الجسدي، وتوفي على إثرها شخص متأثراً بجراحه عقب طلق ناري.
كذلك وجهت إلى المدعو عدة تهم، من بينها قيامه في نيسان/أبريل 2013، مع عدد من عناصر “حزب الله” باعتقال مدني في بصرى الشام، ثم تعرض الشخص للضرب عدة مرات بالبنادق من قبل عناصر المجموعة قبل تسليمه إلى عناصر المخابرات العسكرية في مدينة أخرى مع سجينين آخرين.
ولم تتوقف انتهاكات النظام وميليشياته عند هذا الحد بل أكدت المعلومات المقدمة للمحكمة أن موظفي المخابرات العسكرية قاموا بضرب الضحايا الثلاث بالكابلات الكهربائية، ثم تم احتجازهم في سجن المخابرات العسكرية لعدة أسابيع، وهناك تعرضوا للإيذاء الجسدي الشديد على أيدي حراس السجن، كل ذلك تم في زنازين السجن وسط ظروف كارثية.
وأكد مراسلنا أن المتهم قد مثل أمام قاضي التحقيق لدى محكمة العدل الاتحادية يوم الأربعاء (13/12/2023)، بعد مذكرة التوقيف التي صدرت بحقه، وتم تنفيذ الحبس الاحتياطي تجاهه لارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا.