تحولت الشوارع الرئيسية في بلدات ريف دير الزور الغربي إلى مكبات للنفايات، وذلك بسبب ضعف إمكانيات البلديات وتعطل الآليات.
وحسب أبناء المنطقة ومصادر محلية متطابقة، فقد أدى ذلك إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات والأمراض، وسط غياب أي دور للجهات الخدمية عن إيجاد الحلول رغم الشكاوى المتكررة.
وأشار أبناء المنطقة، إلى أن المكبات العشوائية تنتشر بشكل ملحوظ، في حين بدأ كثيرون يعربون عن قلقهم ومخاوفهم منها ومن الأمراض التي يمكن أن تتسبب بها للسكان.
ومما يفاقم من حجم المشكلة هو أن هذه المكبات تنتشر قرب التجمعات السكنية وبالقرب من المدارس، إضافة إلى قربها من سرير نهر الفرات وبالقرب من مفارق عدد من الطرقات.
وشكا سكان المنطقة من عدم تواجد أي دور لعمال النظافة وغيابهم عن إزالة القمامة من شوارع بلدات ريف دير الزور الغربي، مشيرين إلى أن الأمر لا يمكن تصوره في ظل تفاقم تلك المشكلة.
وذكر آخرون أن الأمراض بدأت تنتشر في كل مكان، بالتزامن مع عدم قدرة الأهالي على شراء الأدوية أو دفع أجور معاينات الأطباء نظرا لموجة الغلاء التي تكتسح كل شيء.
وتحدث البعض الآخر أن آليات البلدية المخصصة لإزالة القمامة لا تأتي إلا مرة واحدة إلى كل قرية من قرى المنطقة، معتبرين أن الأمر يحتاج أن تأتي بشكل دوري على الأقل 4 مرات في الأسبوع الواحد، ما يساهم في التخفيف من حجم تراكم النفايات قرب التجمعات السكنية والمدارس على وجه الخصوص.
ورفع الأهالي عددا من الشكاوى إلى البلديات المختصة لكن من دون أي استجابة، محذرين من خطورة تلك المشكلة خصوصا وأن مكبات القمامة باتت مكانا يتجمع حوله بعض الأطفال للنبش فيها ما يساعد على انتشار الأمراض وانتقالها.
من جهتها، اعتبرت الجهات الخدمية أنها تقوم بمهامها على أكمل وجه، لكنها تواجه بعض التحديات وهي قلة وعي بعض السكان بمسألة النظافة وعدم وجود حاويات تكفي للمنطقة وعدم وجود آليات للتخلص من القمامة وعدم وجود عدد كافي من العمال والآليات للقيام بالعمل على أكمل وجه.
وتتجدد مخاوف الأهالي في كل عام مع اقتراب فصل الصيف أو الشتاء، وبدء موسم تكاثر الحشرات والبعوض وبعض أنواع القوارض التي تتخذ من المكبات العشوائية مركزاً لها، إضافة لانتشار القمامة وانتقالها من مكان إلى آخر بفعل سيول الأمطار.
بدوره، أكد عبد المنعم المنبجاوي أحد سكان المنطقة الشرقية في حديثه لمنصة SY24، أن الخدمات المحلية غائبة عن كثير من المناطق شرقي سوريا، فالأمر لا يقتصر على مكبات القمامة المنتشرة بل يمتد إلى سوء شبكات الصرف الصحي وتضرر الشوارع وانتشار الحفر الصغيرة والكبيرة، في حين أن البلديات تحاول تبرير ذلك بحجج وذرائع واهية وتطالب السكان بالوعي والتعاون معها.
ومؤخراً وفي سياق متصل، تحدثت لجنة الصحة في مدينة الرقة على سبيل المثال، عن زيادة واضحة في معدل انتشار الأمراض التي تنتقل بواسطة عدد من الحشرات والقوارض التي تتكاثر داخل مكبات القمامة العشوائية مثل السحايا واللشمانيا والملاريا، والتي سببت خلال السنوات الخمس الماضية.