حذّر فريق “منسقو استجابة سوريا” من أن مئات الآلاف من المدنيين في مدينة إدلب ومحيطها، مهددون بالنزوح إلى المجهول نتيجة تركيز النظام السوري وروسيا على استهداف تلك المنطقة.
ووثق الفريق نحو 20 استهدافاً للمدينة من قوات النظام وروسيا، وذلك منذ بداية العام الحالي وحتى، مع تزايد مخاوف المدنيين من توسيع رقعة استهداف هذه المناطق.
وأكد الفريق على ضرورة حماية المدنيين في الشمال السوري من كافة الاعتداءات وخاصة أن المنطقة بلغت حدها الأقصى من الطاقة الاستيعابية للسكان، الذين تجاوز عددهم أكثر من ستة ملايين مدني بينهم أكثر من مليوني نازح ومهجر قسراً، إضافة إلى عدم القدرة على استيعاب حركة النزوح الصامتة المستمرة من مناطق خطوط التماس.
وفي هذا الجانب، قال مأمون سيد عيسى العامل في الشأن الإغاثي والطبي شمال سوريا لمنصة SY24، إن “هذه المأساة لن تتوقف وانتهاك الأرواح في شمال وشمال غرب سوريا لم يتوقف، ويبدو أن الأشخاص في هذه المنطقة ليس لهم حساب في نظر المجتمع الدولي، حيث يقتل الكثير منهم شهريا ولكن لا تتكلف وسائل الإعلام بخبر ولو على الشريط الإخباري أن هناك أشخاص في إدلب قتلوا وأن هناك نساء ترملت وأن هناك أطفال تيتموا، فليس لهؤلاء الأشخاص في تلك المنطقة أي قيمة بنظر المجتمع الدولي، فقد أصبح دمهم كالماء على الأرض ليس لهم أي قيمة”.
وأضاف “المؤسف أن الكثير من هؤلاء الأشخاص هم نازحون بالأصل وقد نزحوا عدة مرات من منطقة إلى منطقة أخرى هرباً من القصف ومن الجحيم الذي يلاحقهم أينما ذهبوا”.
وتابع “أعتقد أن السبب الأساسي لهذا القصف هو عدم وجود الردع المتبادل، بمعنى أنه عندما يتم قصف المدنيين فإنه يجب أن يكون هناك رد موازي على هذا القصف، وإلا سوف تهدر هذه الدماء وسوف يقتل الأطفال، وسط غياب أي حل سياسي يلوح في الأفق ينهي معاناة المدنيين في منطقة إدلب ومحيطها، وبالتالي سوف نظل تحت رحمة الروسي ورحمة قصف النظام والمحتل الإيراني”.
وقبل يومين، صعّدت قوات النظام هجماتها وبشكل خطير على مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، واستهدفت بقصف مدفعي وصاروخي مكثف الأحياء السكنية في المدينة ما أدى لمقتل وجرح 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال، حسب بيان صادر عن الدفاع المدني السوري.
وتأتي الهجمات بعد ساعات من هجمات مماثلة استهدفت مدينة إدلب أدت لإصابة 15 شخصاً بينهم أطفال ونساء.
وأنذر الفريق من أن هذه الهجمات تهدد أرواح السكان وتفرض حالة من عدم الاستقرار وتجبرهم على النزوح، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية مع دخول فصل الشتاء وتتراجع الاستجابة لاحتياجات السكان.