لكل قطعة حكاية.. معرض للمهجرين في الشمال السوري 

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تزامناً مع ذكر تهجير السوريين من كافة المحافظات السورية قبل عدة سنوات إلى إدلب وريف حلب الشرقي، أقامت مجموعة نساء يوم أمس الاثنين مبادرة تحت عنوان “لكل قطعة حكاية” شاركت فيها عدة سيدات مهجّرات، ونازحات، على هيئة معرض يضم مقتنيات، وقطع جلبها المهجرون والنازحون معهم من منازلهم، وبقيت الأشياء الوحيدة التي تذكرهم بحق العودة، وذلك في مدينة “سلقين” بريف إدلب الغربي، ومعرض آخر في “اعزاز” بريف حلب الشرقي على مدار يومين متتاليين.

“هي أشياءٌ لا تباع وتشترى، هي ذكريات هربت معنا أثناء تهجيرنا من منازلنا، ربما تبدو بلا قيمة أو أهمية، إلا أنها الوحيدة الباقية من رائحة منزلي وضيعتي، أنظر إليها كلما عنّ الشوق على بالي” بهذه الكلمات عبرت السيدة فاطمة 44 عاماً، نازحة من ريف إدلب الجنوبي إلى شماله منذ سنوات، عن مشاعرها ومشاركتها في المعرض وهي تداري دمعتها.

مراسلة SY24 التقت “سوسن الطويل” المديرة الميدانية للمعرض، والتي حدثتنا عن الأثر الكبير الذي أحدثته تلك القطع والمقتنيات في نفوس السيدات سواء المشاركات أو الزائرات.

تخبرنا أن “المعرض ضم أقساماً متنوعة، منها ما خصص للأواني المنزلية الزجاجية، ومنها قطع المطبخ التي تحز في قلوب النساء وتأخذ حيزاً من اهتمامهن، فشاركت كل سيدة بقطعة معينة، كانت قد بقيت معها منذ خروجها من منزلها قبل سنوات بسبب قصف النظام والحرب التي شنها على المدنيين آنذاك.

إضافة إلى ركن خاص في المعرض خصص لشجرة المفاتيح، وهي تعبر عن المفاتيح التي بقيت مع الأهالي وهم بانتظار عودتهم إلى منازلهم، إلا أن كثيراً من المنازل قد تهدم واندثر وبقيت تلك المفاتيح معلقة بانتظار العودة.

تقول “ندوة” 31 عاماً، إحدى زائرات المعرض، إن “هذه المبادرة فتحت جروحها وذكرتها بمنزلها، ومنزل أهلها في خان شيخون، وكذلك باقي النساء اللواتي عبرن عن حزنهن بسبب التهجير القسري الذي تعرضن له منذ سنوات، وأصبحت منازلهن وأشيائهن ذكريات عزيزة عليهن.

 كذلك حضرت نساء ريف إدلب الجنوبي بالزي التقليدي القديم الذي اشتهرت به كل منطقة، مثل سراقب وحاس وكفرنبل، وجسدت مشاركتهن حضوراً مميزاً في المعرض وملفت للانتباه.

وضم المعرض قسماً خاصاً بالقطع القديمة (الانتيكا) التي تعبر عن حضارة وثقافة كل منطقة، وقد التقت جميعها في مكان احد، إضافة إلى صور عدة لمنازل المهجرين وقد تم وتكبيرها ووضعها في ركن خاص للدلالة على تمسك الأهالي بحق العودة ولو بعد حين، وعلى كل قطعة كتبت قصتها واسم المنطقة وتاريخ التهجير.

امتزج الفرح والألم معاً، والذكريات الماضية مع الحاضر في مكان واحد، تقول سيدات تحدثنا إليهن: إن “الأشياء التي شاركوا فيها ذات أهمية كبيرة، ليست بقيمتها المادية، بل هي تحمل روحاً من ماضيهن، ومنازلهن ومدنهن التي نزحوا وهجروا عنها قسراً تحت وقع الرصاص والقصف، ومازلن  يعشن على أمل العودة يوما ما، والاحتفاظ بتلك المقتنيات والأشياء هو ما يذكرهم كل يوم بحقوقهم وملكيتهم، التي دأب النظام على سلبها منهم منذ سنوات.

مقالات ذات صلة