أصدر القضاء الألماني حكما بحق أحد الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا، يقضي بسجنه مدى الحياة.
وأفاد عدد من الحقوقيين السوريين ومن بينهم أنور البني وميشيل شماس، أن المحكمة الاتحادية الألمانية صدّقت الحكم الذي سبق وأصدرته المحكمة الإقليمية في برلين، في الثاني من شباط/فبراير الماضي، والذي قضى بالسجن المشدد مدى الحياة بحق المدعو “موفق الداوة”.
وحسب الحقوقيين، فإن الشخص المذكور أدين بجرم ارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، وذلك عندما أطلق قذيفة هاون على تجمع مدنيين كانوا ينتظرون أمام مقر منظمة “الأونروا” للحصول على مساعدات غذائية، مؤكدين أن الشخص المُدان سيمضي بقية حياته في السجن.
وحول ذلك، قال الحقوقي عبد الناصر حوشان لمنصة SY24، إن “هذا الشخص المُدان واحد من ألاف مجرمي الحرب الذين فرّوا إلى أوروبا بذريعة اللجوء الإنساني، إذ أن اللجوء الإنساني تحوّل إلى وسيلة للإفلات من العقاب للأسف، بسبب عدم تدقيق سلطات الدول المستضيفة لهم في ملفاتهم، لذلك نجد أن تحرّك المنظمات الحقوقيّة محدود وبطيء باتجاه رصد هؤلاء المجرمين وملاحقتهم”.
وأضاف “لكن بالعموم إنّ الحكم يرسل رسالة لهؤلاء مفادها أنه لا إفلات من العقاب ولابد أن تطالهم يد القضاء أينما كانوا وفي أي وقت كان، لأن جرائمهم لا تسقط بالتقادم، كما أن هذا الحكم رسالة لأهالي الضحايا وخاصة الموجودين في دول اللجوء، للقيام بما يتوجب عليهم في رصد المجرمين الذين آذوهم أو آذوا أبناءهم، وملاحقتهم أمام القضاء لكي ينالوا جزاء ما اقترفت اياديهم”.
وكان مصدر في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” أكد لمنصة SY24، أن المتهم “هو أحد أبرز قادة المجموعات ضمن اللجان الشعبية التابعة لتنظيم (القيادة العامة) الموالية للنظام، ومتهم بمشاركته بجرائم اغتصاب للنساء من مخيم اليرموك في مسجد البشير، ومجزرة حاجز على الوحش التي قتل فيها العشرات، ومسؤوليته المباشرة عن إطلاق قذيفة (أربي جي) على تجمع للمدنيين أثناء توزيع المساعدات”.
يذكر أنه في 25 آب/أغسطس 2022، بدأ القضاء الألماني أولى جلسات محاكمة المدعو موفق والمتهم بارتكاب جرائم حرب ومساندة قوات النظام السوري في حربها على السوريين.
