“أعمل في وظيفتي الحكومية لمدة ست ساعات وارتاح ساعتين ومن ثم أواصل العمل في محل لبيع الألبسة النسائية في السوق المحلية، وكل ذلك مقابل أجر منخفض جداً مقارنةً بالجهد الذي أبذله في سبيل تحقيق هدفي من وراء العمل”.
بهذه الكلمات أشارت الشابة “أسماء الحسين” إلى كيفية قضاء يومها العادي بين وظيفتها في إحدى الدوائر الحكومية التابعة للنظام في مدينة ديرالزور وبين عملها الإضافي كبائعة في محل للألبسة النسائية، والذي تقضي فيه أكثر من خمس ساعات بالإضافة إلى ساعات دوامها الرسمي، في محاولة منها تحسين وضع عائلتها المعيشي كونها المعيل الوحيد لأسرتها المكونة من خمسة أفراد.
وفي حديثها مع مراسلة منصة SY24 في ديرالزور قالت: “قتل أخي على يد النظام قبل عدة سنوات وتوفي أبي بعد ذلك بسنة وتركني مع أمي واربعة من أخوتي الصغار دون أي دخل، ما دفعني إلى الاستعجال في إنهاء دراستي والعمل في إحدى مؤسسات النظام الحكومية لأكثر من أربع سنوات، غير أن الراتب لم يعد يغطي تكاليف الحياة الباهظة ولهذا اتجهت للعمل الإضافي”.
وأضافت “أتقاضى من راتبي الحكومي مبلغ 250 ألف ليرة سورية ومن وظيفتي الإضافية كبائعة ألبسة حوالي 360 الف ومع هذا فإن المرتبات منخفضة مقارنةً بحجم المصاريف وارتفاع الأسعار ولا تكفينا حتى آخر الشهر واضطر في الكثير من الأحيان للاستدانة أو العيش تحت ظرف قاسي ريثما ينتهي الشهر”.
وبحسب مراسلتنا في ديرالزور، فإن أغلب الموظفين لدى مؤسسات النظام يعملون في مهن إضافية بهدف تحسين وضعهم المعيشي وتأمين المزيد من الأموال من أجل تغطية المصاريف اليومية لهم، وخاصةً مع حالة الغلاء الفاحش التي تشهدها جميع البضائع التجارية وارتفاع إيجارات المنازل والمواصلات وتوقف الدعم عن الكثير من السلع الاستهلاكية.
تقول “أم محمد”، هو اسم مستعار لموظفة في إحدى مؤسسات النظام الحكومية: “اضطررت للتنقل بين أكثر من وظيفة إضافية خلال السنوات الماضية وكل ذلك بهدف تحسين وضعي المعيشي وتوفير المستلزمات الأساسية لعائلتي المكونة من ثلاثة أفراد، لكني إلى الآن لم أنجح في الاستمرار في واحدة من تلك الوظائف بسبب الضغط الكبير الممارس علي وعدم كفاية الوقت وتدني قيمة الأجور مقارنة بالجهد المبذول”، على حد وصفها.
وفي حديثها مع مراسلة SY24 قالت: إن “معظم الموظفين الحكوميين يعملون في مهن إضافية تتراوح بين سائقي سيارات أجرة أو بائعين في محلات الألبسة والبقاليات وغيرها من المهن، وكل ذلك بهدف توفير دخل إضافي لعائلاتهم في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي تشهده المدينة وعدم كفاية المرتبات التي يتقاضاها من النظام”.
ويعاني السكان في مدينة ديرالزور كغيرها من المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية لها، من أوضاع معيشية صعبة للغاية في ظل انعدام فرص العمل وتدني قيمة الأجور مقارنةً بأسعار البضائع المرتفعة وحالة الغلاء التي تشهدها معظم مناحي الحياة، ما دفع العديد من الشباب والشابات للهجرة إلى خارج البلاد بهدف العمل أو الانتقال للعيش في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غرب سوريا أو مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي البلاد.