أطفال ينخرطون في بيئة عمل مميتة شمال سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

لحظة واحدة أمام ماكينة العمل الحادة، كانت كفيلة بقتل الطفل “عبد الرؤوف الناقو” 14عاماً، أثناء عمله في معمل طناجر المنيوم، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، يوم أمس الخميس حسب ما تابعته منصة SY24.

وأظهر مقطع فيديو متداول وجود طفلين أحدهما “عبد الرؤوف” أمام مكنة حادة وخطيرة لصنع الأواني في معمل الألمنيوم، وعدد آخر من الأطفال، في بيئة عمل خطيرة جداً وغير مناسبة لهم، تسببت بوفاته بشكل مفاجئ وصادم.

عدد كبير من الأطفال في الشمال السوري، هم ضحية العمالة في سن مبكرة، والتي انتشرت بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة، كأبرز نتائج الحرب والنزوح والفقر وتردي الوضع المعيشي لغالبية الأهالي في المنطقة.

حيث ينخرط كثير من الأطفال في أعمال خطيرة غير مناسبة لعمرهم وبنيتهم الجسدية، بسبب تردي الوضع المعيشي لأسرهن، ويعرضون حياتهم للموت أو لإصابات الدائمة، دون وجود هيئة رقابية أو قانون يجرم عمالة الأطفال، ويحد منها ويلزم العوائل بالتعليم بدلاً من العمل.

وسبق أن تكررت حوادث العمل المميتة في مناطق عدة من الشمال السوري، منها العمل في الحراقات ومحطات تكرير الوقود البدائية، ومهن صيانة السيارات،والمطاعم وأعمال البناء، وجمع الخردة وقطع النايلو، وتصليح الدراجات النارية، و الأفران، وورش الحدادة، غيرها من الأعمال الشاقة والخطيرة.

و تتصف جميع تلك الأعمال بأنها بيئة عمل خطيرة جداً على حياتهم، دون وجود  ضمانات صحية للعاملين فيها، ناهيك عن الأمراض التي يعانون منها بسبب طبيعة العمل، وذلك في سبيل تأمين لقمة العيش وسط تدني مستوى الدخل وارتفاع الأسعار.

ورصدت منصة SY24 الفترة الماضية، حالات مشابهة منها لأطفال  قضوا أثناء عملهم في مهن مختلفة لا تتناسب مع بنيتهم الجسدية،وتبين أن أغلبهم من عوائل المهجرين والنازحين الذين تركوا منازلهم وأرزاقهم، بعد أن دمرها قصف النظام السوري والميليشيات التابعة له، ونجوا بأرواحهم، ليواجهوا قسوة الحياة، في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل في أماكن نزوحهم الجديدة.

ومن الجدير ذكره أن الأمم المتحدة قدرت عدد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد، وأشارت إلى أن كثيراً منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم.

مقالات ذات صلة