قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون إن المدنيين شهدوا عاما مأساويا آخر خلال 2023، حيث تعرضوا للقتل والإصابات والتشريد والاحتجاز والاختطاف بأعداد “مثيرة للقلق”، ولم يشهدوا أي تحركات ملموسة نحو مستقبل أفضل.
بدورها، قالت مديرة قسم التمويل الإنساني وتعبئة الموارد في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوتين إن عام 2023 أثبت أنه “عام آخر مليء بالتحديات بالنسبة للشعب السوري”. وأشارت في إحاطتها التي قدمتها أمام مجلس الأمن نيابة عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى الدمار الواسع الذي ألحقته الزلازل المدمرة التي ضربت شمال وغرب سوريا وتركيا وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتسببت في أضرار واسعة النطاق في كلا البلدين.
وذكرت أنه عندما ضربت الزلازل سوريا “كانت الاحتياجات بالفعل في أعلى مستوياتها منذ بداية الصراع”. وقالت دوتين إن الأضرار المدمرة وواسعة النطاق التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الزلازل “لا تزال محسوسة بشدة بعد مرور عشرة أشهر، بل وأكثر من ذلك في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية”.
وتطرقت إلى تصاعد الأعمال العدائية في شمال سوريا قائلة إنها تسببت في مزيد من الأضرار التي لحقت بالمرافق المدنية، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية، مما حرم ملايين الأشخاص من الوصول إلى الكهرباء والمياه الصالحة للشرب والتعليم والخدمات الصحية الأساسية. وأضافت “يذكرنا هذا التصاعد في القتال بأن الصراع في سوريا لم ينته بعد”.
وأشارت إلى أنه بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، فإن ذلك الوضع “يوضح مرة أخرى أنه بدون إحراز تقدم نحو إنهاء الصراع، سيكون من المستحيل تلبية الاحتياجات الإنسانية واسعة النطاق في البلاد بشكل فعال على أي أساس مستدام”.
وقالت في إحاطة أمام مجلس الأمن نيابة عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا لعام 2023 لم يتم إلا بنسبة 33%، حيث لم يتم تلقي سوى 1.8 مليار دولار من أصل 5.4 مليار دولار المطلوبة.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة ستستمر في الدعوة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام في جميع أنحاء سوريا من خلال جميع الوسائل الممكنة، سواء عبر الحدود أو عبر خطوط التماس.
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة ستطلب خلال الأيام المقبلة، من حكومة دمشق رسمياً تمديد موافقتها على استخدام معبر “باب الهوى” الحدودي، طالما استمرت الاحتياجات الإنسانية.
ونبهت إلى تصاعد “الأعمال العدائية” في شمال سوريا، التي تسبب في مزيد من الأضرار التي لحقت بالمرافق المدنية، ما حرم ملايين الأشخاص من الوصول إلى الكهرباء والمياه الصالحة للشرب والتعليم والخدمات الصحية الأساسية.