تفيد الأخبار الآتية من مدينة حمص بانتشار عصابات تحطيب الأشجار من غابات المدينة، وذلك على مرأى ومسمع من أجهزة النظام الأمنية.
وأفاد عدد من أبناء المدينة أن غابات أشجار السرو المنتشرة في مناطق متفرقة من المدينة، قد تم تحطيبها بالكامل وذلك بالتزامن مع حلول فصل الشتاء.
وأعرب أهالي المدينة عن سخطهم الشديد من عصابات تحطيب الأشجار بالقول، إن التعفيش طال بيوتنا وأرزاقنا ولم يقف الأمر عند الأشجار، حسب تعبيرهم.
وأضافوا أنه لم يعد هناك شيء في البلد لسرقته وتعفيشه، ومن أجل ذلك ليس أمام عصابات التعفيش والسرقة إلا قطع الأشجار وبيعها لمن لا قدرة له على شراء المحروقات.
وذكر بعض سكان المدينة وخاصة سكان حي “الوعر”، أن الحديقة التي تم إنشاؤها مؤخرا بالقرب من الغابة الرئيسية باتت أشجارها تعد على أصابع اليد بسبب التحطيب، بعد أن كانت مكاناً جميلاً ومتنفساً لأهل حمص يقضون فيها وقتاً جميلاً، وفق كلامهم.
ورغم الحالة المأساوية لغابات مدينة حمص، إلا أن السكان تهكموا على عمليات تحطيب الأشجار بالقول إن عصابات التعفيش وقطع الأشجار همها على البيئة من انتشار البعوض والحشرات ولذلك يحرصون على عدم ترك شجرة واحدة تسلم من شرهم.
وفي هذا الجانب، قال محمد الشيخ أحد المهجرين من مدينة حمص لمنصة SY24، إن “ظاهرة تحطيب الأشجار وقطعها في مناطق سيطرة النظام السوري ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث تنشط عصابات متخصصة في هذه العملية، خاصة في المناطق الريفية”.
وأضاف أن هذه الظاهرة تتسبب أيضًا في معاناة السكان، حيث تؤدي إلى ارتفاع أسعار الحطب بسبب احتكارها، مما يصعب على الكثير من الأسر توفير الوقود للتدفئة في فصل الشتاء، وسط غياب الجهات الرقابية الرادعة، حيث تعاني مناطق سيطرة النظام من ضعف الرقابة الأمنية، مما يسهل على عصابات تحطيب الأشجار وقطعها العمل دون عوائق.
ولفت إلى أنه من الضروري زيادة الرقابة الأمنية على الغابات والمساحات الخضراء أو ما بقي منها أصلاً، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين، حسب كلامه.
ومؤخراً، التهمت النيران مساحات واسعة من الأراضي في مناطق بمحافظتي حمص وحماة وسط البلاد، وسط اتهامات للمتنفذين في الميليشيات التي تتبع للنظام السوري بافتعال تلك الحرائق والمتعاملين بشكل خاص مع “تجار الحطب والأخشاب”، في حين يدّعي النظام دائماً وعبر ماكيناته الإعلامية أنها حرائق عادية وليست مفتعلة.