تتصاعد وتيرة الأزمات التي يعاني منها سكان الرقة خصوصاً والمنطقة الشرقية عموماً، وعلى رأسها أزمة المحروقات والكهرباء والأمبيرات والمياه والطبابة والأدوية.
وفي المستجدات، شكا عدد من أهالي الرقة وريفها من تأخر توزيع إسطوانات الغاز المنزلي، ما يفاقم من معاناة السكان مادياً ومعيشياً، كون الاعتماد عليها بشكل كبير في طهي الطعام أو تحضير المشروبات الساخنة (الأعشاب الطبية) في فصل الشتاء، أو حتى تسخين المياه.
وأفاد بعض أبناء المدينة أن الأهالي لم يحصلوا على إسطوانة الغاز المنزلي بموجب البطاقة العائلية من الجهات المختصة أو لجنة المحروقات منذ ما يقارب 60 يوماً، في حين يضطر الأهالي لتبديل إسطوانة الغاز في السوق الحرة بسعر 150 ألف ليرة سورية أو أكثر بقليل، حسب تقديراتهم.
وأكد الأهالي أنه من المفترض أن تعمل لجنة المحروقات التابعة لشركة “سادكوب” أو “الكومينات/المخاتير” على توزيع إسطوانات الغاز للأهالي كل شهر تقريباً، ولكن على أرض الواقع يتم التوزيع كل شهرين أو ثلاثة أشهر، لافتين إلى أن المستفيد من هذه الأزمة هم التجار في السوق السوداء.
ولا تقتصر المعاناة على تأخر توزيع إسطوانة الغاز، وإنما على شح مادة الكاز المنزلي لإشعال “البوابير” البديلة عن إسطوانة الغاز في طهي وتجهيز الطعام وتسخين المياه أيضاً.
وأشار الأهالي إلى أن مادة “الكاز” غير متوفرة في محطات المحروقات، حيث توزع مادة المازوت والبنزين فقط، ما يجبرهم على شرائها من بسطات المحروقات الحرة المنتشرة في شوارع المدينة بسعر أكثر من 8000 ليرة سورية للتر الواحد.
وطالب الأهالي الجهات المختصة بالالتزام بمواعيد تبديل وتوزيع إسطوانات الغاز بشكل شهري وليس كل شهرين أو ثلاثة أشهر، إضافة إلى معالجة الشكاوى قبل اشتداد فصل البرد.
وقال أبو نزار الشمالي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “أزمة المحروقات لا حلول لها، فكثير من الناس تنتظر توزيع مازوت التدفئة مثلا، وهناك قرى كثيرة لم يحصل سكانها على المازوت حتى الآن رغم حلول الشتاء، وبالتالي مسألة إسطوانات الغاز أو مادة الكاز مهمة للعائلات أيضا ويجب على الجهات المعنية تأمينها للسكان وعدم التساهل في معالجة الشكاوى التي تصل للجهات المختصة”.
ويعيش في مدينة الرقة، أكثر من 300 ألف نسمة بالإضافة إلى عدد كبير من النازحين القادمين من بقية المحافظات السورية، حيث يواجه السكان صعوبات عديدة في ظل تدني جودة الخدمات المقدمة من مجلس المدينة المدني.
ومؤخراً، عبّر السكان عن استيائهم من الاضطرار للانتظار عدة أيام في “طابور الدور” من أجل الحصول على مادة المازوت، مشيرين إلى ذلك بالقول “هل يعقل أنه في كل مدينة الرقة لا يوجد سوى كازية واحدة تعمل؟”.