دخل أصحاب مولدات الكهرباء “الأمبيرات” في مدينة الطبقة بريف الرقة في إضراب مفتوح عن العمل وذلك احتجاجاً على عدم توزيع مخصصاتهم من الوقود من قبل لجنة المحروقات التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة لفترات طويلة وعدم قدرة الأمبيرات على تحمل الضغط الكبير المترتب على ذلك.
إضراب أصحاب مولدات الكهرباء جاء بالتزامن مع انقطاع الخط الخدمي المخصص للمدينة لفترات تتراوح بين 18 و 20 ساعة يومياً مقابل 4 ساعات وصل متقطعة، ما اعتبره الأهالي وقتاً غير كافي لقضاء حاجاتهم اليومية وتسيير أمور عملهم وبالذات بالنسبة للمهن التي تعتمد على الكهرباء النظامية مثل معامل البلاستيك وورشات الخياطة ومحلات الصناعة وغيرها من المهن.
مراسل منصة SY24 في مدينة الطبقة أشار إلى حالة من “الغضب والاستياء تعم الشارع المحلي في المدينة” جراء عدم توزيع مخصصات أصحاب الأمبيرات وانقطاع التيار الكهربائي، والذي أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وأدخل المدينة في ظلام دامس في ظل انخفاض درجات الحرارة وعدم قدرة الأهالي على شراء المحروقات من السوق الحرة لتشغيل المولدات الخاصة بسبب غلاء ثمنها.
المراسل أكد تضرر العديد من التجار وأصحاب الفعاليات الاقتصادية بانقطاع التيار الكهربائي والذي تسبب بتلف كمية من البضائع المخزنة لديهم في المستودعات، ما دفع بعضهم لبيع مخزونهم من السلع بنصف القيمة تلافياً للخسائر المادية الكبيرة المترتبة على ذلك، الأمر الذي أحدث خللاً في السوق المحلية نتيجة ارتفاع العرض وانخفاض الطلب.
ويعتمد سكان مدينة الطبقة، الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، على مولدات الكهرباء “الأمبيرات” في توفير الطاقة الكهربائية للسكان في ظل انقطاع التيار النظامي عن المدينة لساعات طويلة، بالرغم من أن المدينة تقع بالقرب من سد الفرات أحد أكبر السدود في سوريا والذي كان يغذي أكثر من أربع محافظات بالطاقة الكهربائية أثناء سيطرة المعارضة السورية عليه.
“أبو محمد”، نازح من ريف حلب ويعيش في مدينة الطبقة، ذكر أن “التيار الكهربائي بات حلماً لسكان المدينة وذلك نتيجة انقطاعه بشكل مستمر وعدم قدرة شريحة واسعة من الأهالي على الاشتراك لساعات طويلة في مولدات الأمبير، بالإضافة إلى النقص الحاد في إمدادات الوقود والتي أثرت بشكل مباشر على الحياة فيها”، على حد تعبيره.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 في الطبقة قال: إن “الكثير من التجار وأصحاب الفعاليات الاقتصادية تضرروا نتيجة عدم توفير الطاقة الكهربائية بشكل مستمر، بالإضافة إلى رفض مسؤولي الإدارة الذاتية تخصيص كميات إضافية من المحروقات لهم، ما دفع عدد كبير منهم لإيقاف مشاريعهم والخروج من المدينة الأمر الذي أثر على بقية السكان نتيجة انخفاض فرص العمل وارتفاع مستويات البطالة”.
ويذكر أن لجنة الطاقة التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، قد أعلنت عن تخصيص خط كهربائي خدمي يغذي المؤسسات التابعة لها و المشافي والنقاط العسكرية والسجون في المنطقة بشكل دائم، بالإضافة إلى تخصيص كمية معينة من المحروقات بسعر مدعم لأصحاب المولدات الكهربائية “الأمبيرات” في جميع المدن والبلدات التي تسيطر عليها، غير أن الكمية الموزعة “لا تكفي لسد احتياجات الأهالي نتيجة ارتفاع معدلات الطلب على الطاقة في المنطقة”.