أكد فريق الدفاع المدني أن روسيا وقوات النظام السوري، بدأت تكثف من قصفها على مناطق الشمال السوري في الأيام الأخيرة من عام 2023.
وأكد فريق الخوذ البيضاء أن شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري هو الأقسى على المدنيين، في ظل استمرار الهجمات الممنهجة التي تستهدف المدارس والمستشفيات والمساجد والمرافق العامة.
وأشار الفريق إلى أن القصف الروسي ومن قوات النظام، يهدف إلى قتل الحياة وتقويض استقرار السكان وتدمير كل ما يساعدهم على الحياة.
ومنذ مطلع العام الحالي، وثق فريق الدفاع المدني 1332 هجمة من روسيا وقوات النظام والميليشيات المساندة على مناطق الشمال السوري، استهدفت 397 منزلاً للمدنيين، و16 مخيما للنازحين، و24 مدرسة، و6 مرافق طبية، و4 مراكز للدفاع المدني، و6 محطات مياه، و12 مسجدا، و13 سوقا شعبياً.
ومنذ عدة أيام يكثف الطيران الحربي الروسي وطيران قوات النظام السوري من القصف على الشمال السوري، ففي مساء أمس الثلاثاء، استهدفت غارات روسية أراضٍ زراعية على أطراف مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي.
والإثنين، ارتكب الطيران الروسي مجزرة راح ضحيتها 5 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأة من عائلة واحدة، في قرية علاتا بالقرب من أرمناز غربي إدلب، في حين نجى طفلٌ واحدٌ من العائلة بإصابات خطرة.
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع معاناة المدنيين من الظروف الاقتصادية والمعيشية ومن فصل البرد، ما ينذر بموجة نزوح وحالة من عدم الاستقرار في المنطقة، حسب الخوذ البيضاء.
وجاءت المجزرة بعد نحو ساعات من مقتل مدني وإصابة 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال، جراء قصف صاروخي لقوات النظام استهدف منازل المدنيين والمدرسة الريفية ومرافق عامة وأراضٍ زراعية في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي.
والشهر الماضي، ارتكبت قوات النظام مجزرة مروّعة راح ضحيتها 10 قتلى مدنيين بينهم 7 أطفال وامرأة وأصيبت امرأة أخرى، (رجل وعائلته وشقيقته وعائلتها)، بقصف لقوات النظام استهدفهم أثناء عملهم بقطاف الزيتون في مزارع قرية قوقفين جنوبي إدلب.
وقال مأمون سيد عيسى العامل في الشأن الإغاثي والطبي شمال سوريا في حديثه لمنصة SY24، إنه “من الواضح أن اتفاق وقف التصعيد كأحد نواتج مسار استانة يمر بمرحلة جديدة عنوانها التصعيد وقصف المنطقة بالمدفعية من مواقع النظام القريبة من خطوط التماس، إضافة إلى القصف الجوي وذلك لأسباب غير معروفة، لكن من المتوقع أن التصعيد يدل على عدم وجود تفاهمات روسية تركية بما يتعلق بملفات عالقة بينهما، حيث يعتبر قصف مناطق شمال غرب سوريا ورقة ضغط روسية على تركيا”.
ونبّه أن هذا التصعيد “سيضيف مزيدا من الرعب إلى جانب الضغوط التي يتعرض لها المدنيون في المنطقة، سواء على صعيد دخول فصل الشتاء وعدم توفر مستلزمات التدفئة، إضافة إلى انقطاع المساعدات الغذائية القادمة عبر برنامج الأمم المتحدة والذي حصل في شهر 12 من هذا العام، والذي أدى لحرمان أكثر من 200 ألف عائلة في المنطقة من المساعدات الغذائية، وكل ذلك جعل هذا الشتاء قاسيا صعبا بمعنى الكلمة على سكان شمال وشمال غرب سوريا خاصة النازحين منهم”.
وأنذر فريق الخوذ البيضاء، من أن استمرار النظام وروسيا بارتكابهم المجازر بحق السوريين يزيد من خطورة العيش في عشرات المدن والبلدات، ويفرض واقعاً من المعاناة المستمرة خاصةً على أبواب شتاء قاسي يفتك بالمخيمات التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة وضعف في البنية التحتية وتراجع واضح في الاستجابة الإنسانية، إضافة إلى تغافل المجتمع الدولي عن المجازر وسياسة القتل التي يرتكبها النظام ضد السوريين منذ أكثر من 12 عاماً.