تعد محطات تكرير الوقود البدائية في شمال غربي سوريا بيئة عمل خطيرة للغاية، كونها معرضة لحوادث الحريق والانفجار في أي لحظة، بسبب طبيعة العمل، وافتقادها إلى أدنى مقومات الأمن والسلامة، وقد سجل العام الماضي إحصائية مرعبة في عدد الحرائق التي اندلعت فيها، حسب الدفاع المدني السوري.
وفي آخر المستجدات، اندلع اليوم الجمعة حريق في محطة تكرير وقود بقرية ترحين في ريف حلب الشرقي، تسبب بأضرار مادية كبيرة، استجابت لها فرق الإطفاء في مؤسسة “الخوذ البيضاء”، وأمنت المكان وتأكدت من سلامة العمال.
وفي حديث خاص مع “حميد قطيني” متطوع في الدفاع المدني السوري قال لمراسلتنا إن “حرائق محطات تكرير وبيع الوقود تعد من أخطر الحرائق، لأنها كوارث ضخمة، ينتج عنها تداعيات بيئية واقتصادية واجتماعية خطيرة، تسببت في تدمير كبير فضلاً عن تهديدها للأرواح والصحة العامة”.
و تاخذ عمليات الإطفاء وقتاً أطول من باقي حوادث الحريق حسب “قطيني”، حيث تستمر ساعات طويلة، وسط صعوبات كبيرة تواجه الفرق، بسبب الانفجارات في خزانات الوقود، ودرجات الحرارة المرتفعة جداً، والدخان الكثيف، ما قد يتسبب بإصابة المتطوعين بحالة اختناق على الرغم من اتخاذها تدابير الأمن والسلامة.
وكانت فرق الإنقاذ قد استجابت منذ بداية العام الحالي 2023 حتى تاريخ نهاية تشرين الأول الماضي، لـ 117 حريقاً في محطات تكرير وبيع الوقود في شمال غربي سوريا، تسببت هذه الحرائق بإصابة 3 عمال بحروق،
وقد ارتفعت حوادث حرائق محطات تكرير وبيع الوقود بشكل ملحوظ هذا العام، بسبب طبيعة العمل الخطرة من تسخين المواد البترولية لتكريرها، وعدم اتخاذ اجراءات الأمن والسلامة.
وفي إحصائية حصلت عليها منصة SY24 فقد أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2023 في مناطق شمال غربي سوريا، 2449 حريقاً في 409 مدينة وبلدة وقرية، تسبب هذه الحرائق بوفاة 18 مدنياً بينهم 13 طفلاً و امرأتان، وإصابة 105 مدنيين بينهم 28 طفلاً و 28 امرأة بحروق وحالات اختناق.
وأشار “قطيني” إلى أن الخسائر في الأرواح الناجمة عن حرائق محطات الوقود هي مأساة لا يمكن تجاوزها بسهولة، هذا الحدث الأليم الذي وقع اليوم يجسد بوضوح التأثير المدمر لحرائق محطات تكرير وبيع الوقود على الأرواح والأسر والمجتمعات، يجب أن تكون هذه الفاجعة تذكيراً دائماً بأهمية التركيز على سلامة هذه الأماكن واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الحوادث الكارثية.