“إلى الآن لم أحصل على مستحقاتي من المازوت المخصصة للتدفئة بالرغم من مرور أكثر من شهرين على دخول فصل الشتاء، ليصبح الوضع أكثر صعوبة بعد نفاد مخزون الحطب الذي أملكه مع استمرار درجات الحرارة بالهبوط”.
هكذا وصف العم “أبو محمد” ما يعاني منه عدد كبير من سكان قرى وبلدات ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بسبب تأخر توزيع مستحقاتهم من المازوت المخصص للتدفئة من قبل لجنة المحروقات التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، وسط وعود تقدمت بها الأخيرة بـ “إنهاء عمليات التوزيع قبل نهاية الشهر الأول من العام القادم 2024”.
حيث تعد أزمة الوقود التي تعاني منها مناطق شمال شرق سوريا من أكثر الأزمات التي أثرت على حياة المواطنين فيها، كونهم يعتمدون بشكل مباشر على جميع انواع المحروقات المدعومة من قبل “الإدارة الذاتية” والتي تباع بسعر أرخص بكثير من سعرها في السوق الحرة، غير أن عمليات توزيع هذه المواد تخضع للبيروقراطية بشكل كبير ما سبب تأخر توزيعها على جميع مستحقيها من السكان.
يقول “العم أبو محمد” في حديثه مع منصة SY24: “بالرغم من حصول بعض العائلات على قسم بسيط من المازوت المخصص للتدفئة غير أننا في الريف الشمالي لم نحصل على حصة إلى الآن ومخزوننا من المحروقات والحطب بات ينفذ، مع عدم قدرتنا على شراء المازوت من السوق الحرة بسبب غلاء ثمنه مقارنةً بالوضع الاقتصادي السيئ الذي نعاني منه”.
وأضاف أن “بعض العائلات التي حصلت على حصتها من المازوت عمدت إلى بيعه بسعر رخيص جداً بهدف شراءه من السوق الحرة، وذلك بسبب رداءة المادة الموزعة على الأهالي وتجمدها بفعل البرد وخطورة عملية تسخينها بشكل يدوي والتي أدت إلى العديد من الوفيات بين السكان ناهيك عن الأضرار المادية الناجمة عن الحرائق التي اندلعت بسببه”.
ويتواجد في السوق المحلية بريف ديرالزور ثلاثة أنواع أفضلها هو المازوت النظامي والذي تنتجه الحراقات النظامية التي تديرها “الإدارة الذاتية”، يليه المازوت العادي ” الأوربي” والذي يتم إنتاجه عبر الحراقات الكهربائية التي يملكها متعهدون خاصون، فيما يعد النوع الثالث وهو المازوت المخصص للتدفئة الذي توزعه لجنة المحروقات، من أسوأ أنواع المحروقات بسبب صعوبة اشتعاله وقابليته للانفجار ورائحته الكريهة.
وأوضح “العم أبو محمد”، أن “المازوت الذي يتم توزيعه من قبل لجنة المحروقات غير صالح للاستعمال المنزلي وتسبب بالعديد من الحوادث والحرائق التي أدت إلى وفيات بين السكان وخسائر مادية، ناهيك عن حالات الاختناق التي تعرض لها الأهالي بسبب رائحته الكريهة وخاصة بين الأطفال والمسنين، الأمر الذي دفع العديد من الأهالي إلى بيعه وشراء المازوت النظامي من السوق الحرة بعد دفع فرق التكلفة”.
من جانبه، أكد مكتب المحروقات في مجلس ديرالزور المدني أن “معظم سكان المنطقة قد حصلوا على القسم الأكبر من حصتهم من المازوت المخصص للتدفئة وفقاً لجداول الإحصاء التي أعلنها المكتب سابقاً، مبيناً سعيه لتوزيع الملحق الأول من هذه المادة إلى حين حصول جميع السكان على مخصصاتهم، وذلك بهدف تغطية حاجة المنطقة من هذه المادة في ظل انخفاض درجات الحرارة”.
والجدير بالذكر أن معظم مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا تعاني من أزمة محروقات خانقة جراء عدم حصول الأهالي على مستحقاتهم من المازوت سواءً المخصص لتدفئة أو الزراعة أو المواصلات، في ظل ارتفاع ثمنه في السوق السوداء.