تتعالى الأصوات من أبناء المنطقة الشرقية للتحذير من خطر عموم البادية السورية، وخاصة في هذه الأوقات من السنة.
وحسب الأخبار الآتية من المنطقة الشرقية عموما والبادية السورية خصوصا، فإن التحذيرات موجهة لعمال جمع مادة “الكمأة” على وجه الخصوص.
وأعرب أبناء المنطقة الشرقية عن مخاوفهم من هذا الخطر بالقول، إنه مع اقتراب موسم الكمأة في البادية السورية، ينذر الوضع الأمني المتوتر بوقوع المزيد من الضحايا، خاصة المدنيين، كما حدث في بداية العام الماضي 2023، حيث قتل أكثر من 180 مدنياً و80 عسكرياً من النظام وميليشياته على يد تنظيم داعش، حسب تعبيرهم.
وتتزامن تلك التحذيرات مع استمرار الهجمات المباغتة التي يشنها تنظيم داعش ضد قوات النظام وميليشياتها، وذلك انطلاقا من بادية ريف حمص الشرقي وصولاً إلى باديتي الرقة ودير الزور شرقي سوريا.
وفي هذا الجانب، قال الناشط محمود أبو يوسف المهتم بأخبار بادية ريف حمص الشرقي لمنصة SY24، إنه “يمكن القول إن موسم جمع الكمأة في البادية السورية هو موسم الرهان على الأرواح بالنسبة للعمال، حيث يجازفون بحياتهم من أجل الحصول على مصدر رزق”.
وأكد أبو يوسف أن أصابع الاتهام تشير بشكل واضح إلى أمن النظام والميليشيات الإيرانية بالوقوف وراء ارتكاب الجرائم التي تستهدف عمال جمع “الكمأة” في البادية، حسب تعبيره.
ولفت إلى أنه على الرغم من هذه المخاطر، إلا أن جمع الكمأة يظل مصدر رزق مهمًا للعديد من العائلات في البادية السورية.
يشار إلى أن المخاطر في البادية السورية تقسم إلى قسمين: مخاطر أمنية، حيث تسيطر جماعات مسلحة على مناطق واسعة من البادية السورية، بما في ذلك تنظيم داعش، وقد شنت هذه الجماعات العديد من الهجمات على عمال جمع “الكمأة”، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات منهم.
والقسم الآخر هو مخاطر بيئية، حيث تنتشر في البادية السورية الألغام والعبوات الناسفة، وقد تسببت هذه الألغام في مقتل وجرح العديد من عمال جمع “الكمأة”.
وتتباين الروايات حول منفذ الهجوم المسلح على عمال “الكمأة” في كل عام، بين من يُرجح أن من شن الهجوم هم عناصر تتبع لخلايا تنظيم داعش، ومنهم من يرجح أن الميليشيات هي من تشن هذه الهجمات لإلصاق التهمة بتنظيم داعش.
وبين فترة وأخرى، تطلق قوات النظام السوري وميليشياتها الإيرانية، حملة تمشيط جديدة بحثا عن تنظيم داعش وخلاياه في البادية السورية.
وتتركز تلك الحملة بشكل خاص في منطقة “السخنة” الواقعة في ريف تدمر بريف حمص الشرقي، والتي تعتبر من المناطق الاستراتيجية التي تسعى إيران لوضع قدمها فيها.