بين الفقر وغلاء الأسعار.. سكان ديرالزور يتخلون عن احتفالات الميلاد

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهدت مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية لها احتفالات محدودة بمناسبة أعياد الميلاد وعيد رأس السنة، بالتزامن مع قيام عناصر الأفرع الأمنية والميليشيات المحلية بإطلاق مئات الأعيرة النارية في الهواء ما تسبب بعدة إصابات بين صفوف المدنيين ناهيك عن الخسائر المادية التي لحقت بممتلكاتهم الشخصية.

الاحتفالات في ديرالزور هذا العام اقتصرت على بعض الفعاليات الرسمية التي قام بها مسؤولوا النظام وممثلي الكنائس المسيحية الموجودة في المدينة، وسط غياب شبه تام للزينة ومظاهر العيد لدى الأهالي وذلك بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي حرمت قسماً كبيراً منهم من الاحتفال، ناهيك عن استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء المدينة.

وأكد مراسل SY24 في ديرالزور أن احتفالات أعياد الميلاد هذا العام انحصرت بين عدة عائلات ثرية من مسؤولي النظام وعائلات قادة الأفرع وضباطها وبعض الشخصيات المحسوبة على الميليشيات الروسية، بالإضافة إلى قادة الميليشيات الإيرانية والمحلية المتواجدة في المنطقة والذين قاموا بإحياء الاحتفالات داخل المطاعم والمقاصف التي تعود ملكيتها لهم.

المراسل ذكر أن مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد وعيد رأس السنة تراجعت بنسبة كبيرة مقارنةً بالعام الماضي، وذلك عبر انخفاض واضح في مبيعات الحلويات وزينة العيد وتراجع كبير في إقبال الأهالي على الاحتفال في الخارج، واتجاه عدد كبير من العائلات للاحتفال داخل منازلهم وبأقل التكاليف الممكنة.

“سومر” من أبناء مدينة ديرالزور، أفاد بأن “عائلته قررت الاحتفال هذا العام في المنزل على غير العادة مع شراء بعض اللوازم الأساسية مثل الفواكه والحلويات ولكن بكميات أقل، وذلك نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها العائلة وخصوصاً بعد فقدان معظم الممتلكات والعقارات بسبب القصف من قبل قوات النظام على المدينة ونفاد جميع المدخرات خلال الأعوام الماضية”، على حد قوله.

وقال في حديثه مع مراسل SY24 في ديرالزور: إن “جميع الكنائس ودور العبادة الموجودة في ديرالزور تم تدميرها بشكل كامل على يد قوات النظام قبل عدة سنوات ولم يتم إعادة إعمار سوى واحدة أو اثنتين، ناهيك عن استمرار انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة شراء مولدات كهربائية بسبب عدم توفر المحروقات بشكل كامل، ولهذا نجد أن زينة العيد قد اختفت هذا العام أيضاً”.

وأضاف أن “الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة أجبرت العديد من العائلات على عدم الاحتفال هذا العام بسبب تفضيلهم شراء المستلزمات الأساسية لمنازلهم وخاصةً فيما يتعلق بالطعام والدواء واللباس، فيما استطاع البعض الاحتفال بقدر بسيط عبر شراء كميات قليلة من الفواكه والحلويات في محاولة منهم لإعادة البهجة والسرور إلى حياتهم”.

وفي السياق ذاته، شهدت المطاعم والمقاصف التي تعود ملكيتها لقادة في الميليشيات المحلية احتفالات كبيرة بمناسبة أعياد الميلاد بمشاركة عدد من الفرق الموسيقية والمطربين المحليين، وحضرها قادة الميليشيات مع عائلاتهم بالإضافة إلى مسؤولين في النظام وقادة الأفرع الأمنية وغيرهم من التجار وأصحاب رؤوس الأموال، وسط إطلاق كبير للألعاب النارية في الهواء، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي داخل المدينة التي تعيش ظلاماً دامساً بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي.

مقالات ذات صلة