يعاني سكان جميع المدن والبلدات التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” من ظروف معيشية واقتصادية صعبة للغاية، وذلك نتيجة عدة أسباب أهمها ارتفاع معدلات البطالة وعدم توفر فرص عمل جيدة للشباب وارتفاع الأسعار وهبوط قيمة العملة المحلية أمام الدولار، وغيرها من الأسباب التي جعلت معظم الأهالي يعتمدون بشكل مباشر على المساعدات المقدمة من المنظمات الإغاثية والإنسانية العاملة في المنطقة.
غير أن تراجع عمل هذه المنظمات خلال العام المنصرم وانخفاض قيمة الدعم المقدم للأهالي عن طريقها، أدى إلى ارتفاع كبير في معدلات الفقر بين السكان وخاصةً قاطني المخيمات النظامية والعشوائية، الذين يعتمدون بشكل مباشر على هذه المساعدات لتسيير أمور حياتهم اليومية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها في ظل غياب المعيل، وعدم قدرة معظم النازحين على إيجاد فرص عمل جيدة قادرة على تغطية تكاليف الحياة بالنسبة لهم.
مراسل SY24 نقل عن مصدر خاص داخل مكتب شؤون المنظمات قوله إن “أكثر من 80% من سكان مناطق شمال شرق سوريا يعتمدون بشكل رئيسي على المعونات والمساعدات الانسانية المقدمة من المنظمات الاغاثية العاملة في المنطقة سواءً كانت محلية أم دولية، فيما تجاوزت نسبة اعتماد الأهالي على المساعدات داخل المخيمات النظامية والعشوائية حاجز الـ 95%”.
وأشار المصدر إلى أن أحد أهم أسباب انخفاض الدعم المقدم للأهالي في مدن شمال شرق سوريا يعود إلى توقف الدعم من قبل الكثير من المنظمات الدولية والمحلية وانسحاب بعضها من المنطقة لعدة أسباب أهمها الأمنية، ناهيك عن نقص التمويل المقدم من قبل الدول المانحة نتيجة اتساع رقعة الصراع في عدد من المناطق في العالم وتوزيع المساعدات بين تلك المناطق لتغطية أكبر قدر ممكن من المستفيدين.
فيما أكد المصدر أن البيروقراطية وانعدام الخبرة في العمل الإنساني لدى العاملين في مؤسسات “الإدارة الذاتية” تسببت أيضاً في تأخر توزيع المساعدات على المستفيدين سواءً في المدن أو في المخيمات العشوائية المنتشرة في محيطها، ما زاد من معدلات الفقر بين السكان ورفع من عدد المحتاجين للمساعدات بينهم ما اضطر عدد كبير من السكان لبيع ممتلكاتهم الشخصية بهدف تغطية تكاليف المعيشة الباهظة.
وبحسب مراسل SY24 فإن أكثر من 150 منظمة محلية ودولية تعمل في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا وتقوم بتقديم المساعدات الإنسانية لأكثر من مليون شخص، في الوقت الذي تقدر فيه نسبة الاحتياج المساعدات الغذائية العاجلة بأكثر من 2.5 مليون نسمة أي ما يعادل 80% من عدد سكان تلك المناطق، وسط ظروف معيشية واقتصادية صعبة يعاني منها الأهالي.
ويشار إلى الارتفاع الكبير في معدلات البطالة بين السكان في شمال شرق سوريا وخاصةً فئة الشباب نتيجة انعدام فرص العمل وصعوبة الحصول على وظائف لدى مؤسسات “الإدارة الذاتية” بسبب الفساد والمحسوبية المستشرية في أروقتها، وغير ذلك من الأسباب التي سبق ذكرها والتي أثرت بشكل كبير على حياة السكان ودفعت نسبة كبير من الشباب لبيع ما تبقى من ممتلكاتهم الشخصية والهرب إلى خارج البلاد بحثاً عن فرص عمل جيدة وحياة كريمة.