شهدت البادية السورية خلال اليومين الماضيين، تصعيدًا غير مسبوق في هجمات تنظيم داعش، والتي أسفرت عن قطع طرق الإمداد الخاصة بقوات النظام السوري وميليشياته.
وشن التنظيم، خلال الأسابيع الماضية، سلسلة من الهجمات العنيفة ضد قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
واستهدف التنظيم في هجماته الأخيرة، الفرقة 17 ومقر عسكري لميليشيا “الدفاع الوطني” في بادية التبني بريف دير الزور الغربي شرق سوريا.
وتعمد التنظيم وخلاياه النائمة قطع طرق إمداد قوات النظام المتفرقة في المنطقة، حيث سيطر بشكل جزئي على طريق “معدان – التبني”، كما استولى عناصر التنظيم على مدفع 57 مم، ودمروا 3 سيارات عسكرية رباعية الدفع.
ووصف أبناء المنطقة هجوم داعش بأنه “الأعنف والأشرس” منذ أسابيع، لافتين إلى البادية شهدت ليلة دامية عقب هجوم لخلايا تنظيم داعش على مقرات للنظام ومجموعاته المدعومة من إيران.
وأشاروا إلى أن التنظيم استخدم في هجومه رشاشات متوسطة وقذائف “آر بي جي”، لافتة إلى أن قوات النظام السوري حاولت استقدام تعزيزات لاستعادة السيطرة على المنطقة.
وفي هذا الجانب قال الناشط محمود أبو يوسف المتابع لملف البادية السورية لمنصة SY24، إن “التنظيم يستغل التنظيم حالة الفوضى التي تشهدها المنطقة، حيث تنتشر فيها ميليشيات مسلحة متنافسة، بالإضافة إلى وجود خلايا نائمة للتنظيم، وقبلها كان هناك تواجد لمرتزقة فاغنر الروسية التي يشاع أنها انسحبت من منطقة البادية، ومن أجل ذلك تحاول ميليشيات إيران إضافة إلى تنظيم داعش استغلال الفراغ الذي تركته فاغنر”.
وذكر أن التنظيم يسعى ومن خلال التصعيد ف البادية إلى تحقيق عدة أهداف منها: إعادة سيطرته على منطقة البادية السورية، على اعتبار أنها منطقة جغرافية استراتيجية، إضافة إلى هدفه في زعزعة استقرار قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، والأهم من بين تلك الأهداف هو إظهار قوته وقدرته على شن هجمات في مناطق خاضعة لتلك المجموعات المتنوعة.
يشار إلى عمليات تنظيم داعش الأخيرة ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية له تسببت بخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفهم، ما دفع الميليشيات الإيرانية إلى سحب عناصرها من نقاطها المتقدمة في بادية الرقة وبادية ديرالزور واستبدالهم بعناصر تابعين لقوات النظام.