تفيد الأخبار الآتية من منطقة إدلب شمال سوريا، بأن مشروع هيئة تحرير الشام يواجه تحديات كبيرة، أبرزها الاستياء المتصاعد من السكان، والذي قد يؤدي إلى مزيد من التحركات الشعبية ضد الهيئة.
وأعربت مصادر محلية عن سخطها من ممارسات الهيئة ومشروعها في المنطقة، واصفة المشروع بأنه “قائم على التلميع والتطبيل وفرض التجويع والتفقير”، وفق تعبيرها.
وتسعى الهيئة من خلال سياسة التلميع والتطبيل التي تنتهجها، إلى الترويج لصورتها بأنها طرف متسامح وإصلاحي، في حين أنها تمارس الكثير من التوتر والانتهاكات ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار، إضافة إلى مخططات التوسع التي ترسمها، حسب المصادر المحلية.
ولفتت المصادر المحلية إلى أن حاجة الهيئة اليوم للناشطين الإعلاميين أو (الذباب الإلكتروني)، أهم من حاجتها للمرابطين على الجبهات، ومن أجل ذلك تخصص لهم ميزانية مالية ليست بالقليلة.
وحول ذلك، قال الباحث السياسي رشيد حوراني لمنصة SY24، “قد يعود الأمر في ذلك إلى عدة أسباب منها أن الهيئة عملت على تكثيف الاهتمام بالجانب العسكري من الناحية التدريبية والتحصين على حساب الاهتمام بالجوانب الحياتية التي تعنى بالاهتمام بمشاريع التنمية والاقتصاد”.
وأضاف أنه “على الرغم من محاولاتها إنشاء مولات تجارية إلا أن تلك المشاريع (المولات) تقدم صورة تجميلية دعائية للمنطقة ولا تقدم الكثير من الناحية الاقتصادية وانعكاساتها على حياة الناس”.
وتابع “كما عملت على الاهتمام بالجانب السياسي ومحاولاتها الحثيثة لتقديم نفسها كجهة وطنية وإزالتها من قوائم التنظيمات الإرهابية، وهو ما دفعها لتكثيف نشاطها الإعلامي لتحقيق هذا الهدف”.
وختم قائلاً “بالإضافة إلى أن القصف المستمر واستهداف النظام للمنطقة، يحول دون توفر بيئة استثمارية تحقق الديمومة وتنعكس نتائجها على السكان في مناطقها”.
ووسط كل ذلك، يرى مراقبون أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى استياء السكان من هيئة تحرير الشام في إدلب بشكل مستمر، ومن أهمها: الوضع الاقتصادي الصعب، حيث تعاني إدلب من وضع اقتصادي صعب للغاية، من جهة ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل كبير، ومن جهة معاناة السكان من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، في حين تُتهم هيئة تحرير الشام بفرض ضرائب ورسوم على الأهالي، مما يزيد من معاناتهم الاقتصادية.
ومن الأمثلة على هذه الأسباب، قيام هيئة تحرير الشام برفع أسعار المحروقات، مما أدى إلى زيادة معاناة المدنيين في مناطقها، أو رفع سعر ربطة الخبز وتخفيض وزنها، خاصةً في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية الأخرى.
كما تُتهم هيئة تحرير الشام بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب، إلى جانب تقييد الحريات العامة، بما في ذلك حرية التعبير عن الآراء.