شهد الفن التشكيلي في إدلب حضوراً قوياً في الساحة الثقافية، فنثر زخارف الرسم على لوحات العديد من المعارض الخاصة والعامة، مقدماً وجوهاً فنية جديدة، من بينها الفنانة الشابة “لمى عبادي” التي اهتمت برسم لوحات فنية جسّدت من خلال الواقع الأليم الذي يعيشه السوريون شمال سوريا.
“لمى عبادي” 34 عاماً، من مدينة جسر الشغور غربي إدلب، ولدت وهي فاقدة لحاسة السمع والنطق، بدأت مشوارها الفني وهي بعمر أربع سنوات، عندما أعطتها والدتها ألواناً لترسم ما يدور في ذهنها.
تتحدث “أم لمى” لمنصة SY24 عن انطلاقة ابنتها بالرسم فتقول “تعلمت أساسيات الرسم من والدها، باعتباره فنان تشكيلي، وساعدها في صقل موهبتها بشكل أفضل”.
كان لعائلتها دور فاعل في تطوير موهبتها، وأيضاً بيئة منزلها، حيث أفسحوا لها المجال لخيالها في رسومات ملونة مميزة، وبدعم واهتمام من عائلتها تكونت شخصية لمى المستقلة بقوة البصيرة وعمق التفكير وحضور جذاب ومحبب.
وتابعت والدتها حديثها فتقول “تعلمت لمى القراءة والكتابة ولغة الإشارة والشفاه عن طريق مشاهدتها لبرامج تلفزيونية تعليمية لهذه اللغة”.
أكملت “لمى” تعلمها للرسم، بعد أن انضمت للمركز الثقافي بإدلب، وأيضاً خضوعها لتدريب الفنان التشكيلي الراحل “عدنان كدرش”.
يشير والدها “محمد عبادي” 57 عاماً ” إلى أن ابنته تعلمت الرسم بالألوان الزيتية على يد استاذها “عدنان”، وطوّر موهبتها بعد تعب شديد لصعوبة التعامل مع وضعها، وسار بها حتى أصبحت قادرة على أن ترسم ما يدور بنفسها لوحات زيتية تبهر العين.
كيف تطور الفن التشكيلي؟
يعود تاريخ الفن التشكيلي إلى العصور القديمة حيث بدأ الإنسان برسم صور على الجدران، ثم دخله النحت على الحجر في العصور الوسطى.
أمّا عن التقنيات الحديثة التي دخلت الفن التشكيلي في قرن العشرين، يذكرها لنا الفنان “محمد عبادي” فيقول “تنوع الفن بشكل كبير ودخلت به تقنيات حديثة أهمها: الرسم بالزيت والأكريليك بالماء، والنحت بالخشب والحجر والمعدن، والتصوير الفوتوغرافي وغيرها”.
وازدهر الفن التشكيلي في إدلب باهتمام من “وزارة الثقافة” والتي عملت على إقامة عدة معارض تعرض من خلالها لوحات الفانين التشكيلين الذين اهتموا بتجسيد معاناة الشعب السوري وإيصالها إلى العالم، باعتبار أن الرسم لغة تفهمها جميع اللغات حسب ما وصفه الفنان محمد عبادي.
شاركت “لمى” في عدة معارض خلال السنوات الماضية، واستطاعت من خلال لوحاتها إيصال صوت السوريين وواقعهم الأليم إلى العالم أجمع، وفي معرض ” حكايتي” الذي افتتح بمدينة جسر الشغور، تكرمت “لمى” من الدفاع المدني السوري، الذي سلّمها درع الإبداع والتميز، تقديراً لعملها الرائع، إذ أن التكريم جاء كجرعة تفاؤل تقودها نحو مزيد من التقدم والنجاح.