تحولت الحياة في مناطق سيطرة النظام السوري إلى غابة من المحتاجين، بحسب وصف خبراء اقتصاديين من تلك المناطق.
وأكد الاقتصاديون أن المواطن أصبح يفكر فقط في كيفية تأمين لقمة عيشه، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتراجع مستوى المعيشة، حسب كلامهم.
وتعالت أصوات الخبراء الاقتصاديين للتحذير من خطورة هذه الأزمة على الحالة النفسية للمواطنين، معتبرين أن هؤلاء المواطنين فقدوا الأحلام والأهداف، بسبب تركيزهم على أساسيات البقاء على قيد الحياة.
ولفتوا إلى أن أكثر حالات المعاناة من الحرمان والفقر تكون لمن تغيرت عليه ظروف المعيشة، مع تراجع مستوى الدخل لدرجة تراجع كمية الغذاء المخصص للبقاء على قيد الحياة.
وبيّن القاطنون في مناطق النظام، أنهم تحولوا إلى أشخاص همهم فقط البحث عن مصدر للطعام والبحث عن لقمة العيش وعن ربطة الخبز فقط، لافتين إلى أن كل السوريين أصبحوا مرضى نفسيين، وفق تعبيرهم.
ومؤخراً، أقرت مصادر اقتصادية في مناطق النظام السوري، أن 99% من القاطنين في تلك المناطق هم “تحت خطر الفقر المدقع ولا يشبعون الطعام”.
وأشارت المصادر إلى أنه لا أحد يعلم كيف تدبر الناس أمورها والأوضاع بأسوأ حالاتها، هذا عدا الحديث عن الملابس والاحتياجات الأخرى.
وقبل أسابيع، بدأ القاطنون في مناطق النظام يعربون عن المخاوف الاقتصادية والمعيشية خاصة مع قرب حلول العام الجديد 2024، إضافة إلى التعبير عن المخاوف من زيادة معدلات الجوع والفقر بسبب الغلاء وعدم القدرة الشرائية.
وأكدت محامية تقطن في مدينة حلب (فضّلت عدم ذكر اسمها) في حديثها لمنصة SY24، أن الناس في مناطق النظام لم تعد تتحمل ضغوطات الحياة وتكاليف المعيشة المرتفعة، لافتة إلى أنها أصيبت قبل أيام بألم في المعدة والرأس، اضطرت لشراء 4 أصناف من الأدوية بسعر 60 ألف ليرة سورية، عدا عن مصروف الطعام اليومي وباقي المصاريف الشهرية الأخرى.
ورأت أن الوضع المعيشي بات متعب جدا ولا حل إلا بالهجرة والبحث عن حياة أفضل وفرص عمل أفضل خارج سوريا، بحسب كلامها.
يشار إلى أن المجتمع السوري مقسوم اليوم إلى قسمين، الأول طبقة فقيرة وهي تشكل 93%، وتتدرج بين الفقر المتوسط والمدقع، وطبقة أخرى ظهرت بعد الحرب وهي حيتان الأسواق والتجار بنسبة 5– 6 %، في حين يرى الاقتصاديون أن “الطبقة المتوسطة اختفت تقريباً من المجتمع السوري”.