ارتفاع غير مسبوق بأسعار لحم الغنم والعجل في الشمال السوري، ولاسيما الفترة الأخيرة، حيث تجاوز سعر كيلو لحم الغنم في إدلب 300 ليرة تركية، أي ما يعادل 10 دولار، وهو مرجح للارتفاع في الأيام القادمة، حسب تأكيد عدد من القصابين تحدثنا إليهم.
وأرجع “أبو عمر الحلبي” أحد القصابين في مدينة سرمدا في حديثه إلى مراسلتنا، سبب الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم، إلى تهريب المواشي خارج المناطق المحررة، إما نحو تركيا أو إلى العراق، ما تسبب برفع سعرها إلى الضعف مقارنة بأسعار العام الماضي.
وقال: إن “الارتفاع يبدأ من سوق المواشي في إدلب ويختلف إن كان لحم خاروف أو (فطيمة) إلا أن اليوم يباع كيلو لحم الغنم بـ 325 ليرة تركية”، متوقعاً استمرار الغلاء في حال استمر تهريب المواشي دون وضع حد له من قبل الجهات المعنية.
وأكد أن الغلاء تسبب في ضعف الإقبال على الشراء من قبل الأهالي، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية المتردية، يقول: إن” الزبائن باتت تشتري اللحم بالغرامات وقليل جداً من يشتري نصف كيلو أو أكثر”.
بينما قال أحد الأهالي: إن “الغلاء طال جميع المواد الغذائية والسلع الأساسية والخضروات والبيض، وليس فقط اللحوم، متأثرة بانخفاض قيمة الليرة التركية التي طاحت حاجز 30 ليرة مقابل الدولار الواحد منذ مطلع العام الجاري، والخاسر الوحيد حسب تعبيره هو المواطن الفقير وذوي الدخل المحدود” .
مراسلتنا تحدثت مع “أم محمد ” نازحة من ريف حلب، تقيم في مخيمات كفر لوسين شمال إدلب مع أطفالها الأربعة، قالت: إنها” استغنت عن الطبخ بلحم الغنم منذ زمن وتستخدم بدائل أقل ثمناً منه، مثل البهارات و معزز النكهة ومكعبات مرقة الدجاج “الماجي”، وهذه حال غالبية الأهالي في المخيمات، وبين الحين والآخر قد تشتري لحم الفروج من أجل أطفالها فهو يبقى أقل ثمناً من لحم الغنم.
يذكر أن الأمم المتحدة قدرت عدد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90 بالمئة من إجمالي عدد سكان البلاد، وأشارت إلى أن كثيراً منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم.
وفي ذات السياق كشف بيان فريق “منسقو استجابة سوريا” مؤخراً أن واقع الغذاء في مخيمات النازحين، يعاني من صعوبات بالغة، حيث تواجه 81 بالمئة من المخيمات أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين تواجه نسبة 93 بالمئة من المخيمات أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.