اندلع حريق مجهول السبب، في مسجد “العنابي” الأثري الذي يقع ضمن لسوق التاريخي القديم في منطقة باب السريجة بدمشق، مساء أمس الأربعاء، دون معرفة اليد الخفية وراء الحريق، كما سبقه قبل أيام حريق آخر، في محل خياطة ومطبعة ومحل لبيع الخبز في نفس المنطقة.
كثرت في السنوات الأخيرة منذ سيطرة الميليشيات الإيرانية على دمشق برعاية ودعم النظام السوري، حوادث الحرائق المفتعلة، في أسواق ومنازل ومساجد وأحياء دمشق القديمة، ووجّه ناشطون أصابع الاتهام إلى ضلوع تلك الميليشيات في الحرائق لتغيير وجه المنطقة، وجعلها مزارات وحسينيات شيعية، بعد ماعجزت عن شراء تلك المنازل من أصحابها.
وقال ناشطون: إن هذا الحريق هو امتداد لسلسلة حرائق أخرى حصلت قرب الجامع الأموي وأسواق دمشق القديمة، لإخلاء المنطقة من أصحابها وبسط اليد الإيرانية الشيعية عليها.
وفي ذات السياق، كان قد نشب حريق في سوق العصرونية الذي يقع خلف الجامع الأموي، قرب قلعة صلاح الدين في 2016، وتسبب حينها بحريق قرابة 80 محل تجاري، وإصابة أكثر 100 محل تجاري بأضرار كبيرة.
واتضح فيما بعد، أن الحريق مفتعل على يد سماسرة وأشخاص تربطهم علاقات مع جهات إيرانية، كانت ترغب بشراء المحلات التجارية والسيطرة عليها، وتغيير هوية دمشق ضمن مشروع التغلغل الإيراني، كما حصلت حرائق عديدة في أكثر من مكان وسوق تراثي في دمشق القديمة ومحيطها، وخاصة في سوق الحميدية.
وقال الباحث الإيراني “وجدان عبد الرحمن” في لقاء سابق مع منصتنا: إن “مشروع إيران بالدرجة الأولى بني على تصدير الإيديولوجية الإيرانية إلى خارج الحدود، وذلك بتحريض من علماء الشيعة، ونقل الفكر الشيعي إلى المناطق التي تسيطر عليها مثل سوريا والعراق.
منوهاً أن إيران احتلت سوريا، ولديها إمكانية لنشر أفكارها و إيديولوجيتها عن طريق تحويل المساجد إلى حسينيات، وبناء مراكز ومقرات جديدة لها بحجة دعم الفقراء، وبدأت تستقطب الشباب من كافة الطوائف لتغيير معتقداتهم وغسل أدمغتهم وهنا يكمن الخطر الإيراني في سوريا أكثر من الروس”.
ومن الجدير ذكره، أن إيران والميليشيات التابعة لها، تبسط سيطرتها على مناطق واسعة من سوريا، و تحظى بانتشار كبير في المنطقة، بعد أن شاركت قوات النظام في الحرب ضد السوريين منذ بداية الثورة، وارتكبت المجازر بحق المدنيين وما تزال إلى اليوم تعيث فساداً في كل المناطق التي تتغلغل فيها.