تنشط ورشات صغيرة في إدلب وريفها، لصناعة المنظفات المنزلية بطريقة يدوية، بحيث توفر حاجة السوق المحلي بأسعار أقل من المستوردة، وتأمن فرص عمل لعدد من الأشخاص بتكاليف مقبولة نوعاً ما، كما تحقق أرباح مادية مناسبة في ظل قلة فرص العمل وتدني مستوى الدخل لغالبية السكان في الشمال السوري .
وجد ” فاضل” 28عاماً، وهو نازح من معرة النعمان إلى أريحا منذ سنوات، مساحة جيدة داخل محله الذي خصصه لبيع المنظفات فقط، وتمكنه من فتح ورشة صغيرة فيه لصناعة المنظفات المنزلية وبيعها يقول في حديثه إلينا إنه استغل محله لصناعة وبيع المنظفات بالمكان نفسه، دون الحاجة إلى شرائها من المعامل، وبهذا يحقق نسبة ربح جيدة.
يعمل “فاضل” في صناعة المنظفات منذ أكثر من سبع سنوات ، تعلم هذه المهنة من والده، يقول “تعلمت طريقة خلط المواد من والدي، وصنعت أول خلطة تحت إشرافه، فهي تحتاج لدقة في وضع المواد بنسب معينة وخلطها مع بعضها بحذر شديد، فهناك مواد مؤذية تدخل في تركيبها”.
فضلاً عن ذلك يواجه الأشخاص الذين يصنعون المنظفات بأنفسهم صعوبات أخرى تتمثل في تأمين المواد الأولية، وارتفاع أسعارها، يقول “أبو لجين” 43عاماً، صاحب ورشة لإنتاج المنظفات في مدينة أريحا، إنه” يعاني من صعوبة تطوير عمله بسبب صعوبة تأمين المواد الأولية وارتفاع أسعارها بشكل مستمر” .
ويضيف بأنه “يستورد المواد الأولية لصناعة المنظفات من تركيا بالدولار، ثم يبيع المنتجات بالليرة التركية، وهذا الفرق بين العملات يؤثر على المرابح، ويجعلها قليلة مقارنة بالوقت الذي تحتاجه والجهد الذي يبذله”.
يخبرنا” أبو لجين” أنه احتاج إلى براميل زرقاء كبيرة الحجم لوضع المواد، وبراميل مياه، وبعض الإضافات مثل الملونات والعطور، مواد أولية يتم استيرادها من تركيا مثل:” التكسابون وحمض السلفونيك وهيدروكسيد الصوديوم والملح الصخري”، بحيث ينتج معمل “أبو لجين” كافة أنواع المنظفات منها سائل الجلي والصابون ومسحوق الغسيل والكلور والشامبو ومواد أخرى.
تختلف جودة هذه المنتجات، حسب قول من تحدثنا إليهم من الأهالي، تقول” ياسمين” 32عاماً، وهي معلمة إنها لا تفضل هذه المواد المصنوعة يدوياً فهي تعاني من حساسية و” أكزيما” في يدها تمنعها من استعمال هذا النوع من المنظفات، وحسب قولها، بأنها أقل جودة عن المنتجات المستوردة في السوق.
أما “لمى” 45عاماً، ربة منزل، فهي تفضل المنظفات المحلية، بسبب رخص ثمنها، فهي تحدد الكمية التي تريدها شرائها حسب المال المتوفر لديها، على عكس المنظفات المستوردة فهي ذات كمية معينة وسعر مرتفع حسب قولها.
تخبرنا أن سعر علبة سائل الجلي مثلاً يصل إلى أكثر من 30 ليرة تركية، بينما يمكن شراء كميات مختلفة من المنتجات المحلية،و بـخمس ليرات مثلاً وتكفيها لمدة أسبوع.
والجدير بالذكر أن أصحاب هذه المعامل تستخدم الأكياس الشفافية في تعبئة المنظفات، باعتبارها أقل كلفة، وتفتقد هذه الأكياس إلى تلك الورقة على كافة المواد المستوردة، التي يكتب عليها تاريخ الإنتاج والصلاحية والسعر والمواد المضافة إليها.