الغلاء المعيشي وضيق الحال، دفع بعوائل كثيرة في مناطق النظام إلى البحث عن لقمة العيش بشتى السبل، والتحايل على واقعهم، بالتخلي والاستغناء عن كثير من أساسيات العيش أو التقنين والتقتير في وجبات الطعام والاقتصار على وجبة واحدة في اليوم أحياناً.
“أبو محمد” من سكان ريف دمشق، عامل بناء يقضي معظم الشتاء بلا عمل، وهو معيل لخمسة أطفال، يقول لمراسلتنا: إنه “منذ سنتين لم يدخل اللحم منزله، واقتصر طعامه على وجبة واحدة فقط يومياً، عبارة عن بقايا الخضروات الذابلة في السوق” .
إذ تعاني شريحة واسعة من المواطنين ذوي الدخل المحدود، والعاطلين عن العمل، وحتى الموظفين، من ضائقة مالية كبيرة وسط موجة غلاء غير مسبوقة، وتدني مستوى الدخل وانهيار الليرة السورية مقابل سعر صرف، حيث جاوزت قيمتها 15000 ألف ليرة سورية مقابل الدولار الواحد، حسب تصريف اليوم.
يخبرنا أنه في كثير من الأحيان يقوم بشراء البصل فقط لطبخه كونه أرخص الخضروات الموجودة في السوق، يقول إن “زوجته اعتادت على طهي البصل فقط مع قليل من الملح والزيت، وأحياناً تقوم بطهي البقدونس أيضاً كونه متوفر بسعر مقبول، كوجبة غداء تكفي عائلته، بعد عجزه عن شراء أصناف أخرى من الطعام”.
كما تعتمد أسر كثيرة على أصناف من الطعام لم يعتادوا عليها سابقاً، وأغلبها بدائل غير صحية مغشوشة بمواد ضارة غير صالحة للاستهلاك، مثل أشباه اللبن والجبن، والسمن والزيت المغشوش، وغيرها الكثير من الأنواع الأخرى الموجودة في السوق.
كما شهدت اللحوم طرق كثيرة للغش، وخاصة في اللحم الناعم المعروف باسم “النتر” حيث يضاف إليه قطع من بقايا اللحم الفاسد، أو الشحم والفشة، وقطع تبقى عالقة في العظام، ثم تباع بأسعار منخفضة عن سعر اللحم العادي، بعد إضافة التوابل لها لتخفي طعمها، وتلقى إقبالًا من قبل كثير من الأهالي الفقراء.
وقبل أيام شهدت سوق الخضار في دمشق وريفها ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار جميع أصناف الخضار والفواكه، حيث وصل سعر كيلو البندورة 13 ألف ليرة، والبطاطا 11 ألف ليرة، مع تأكيدات باستمرار تصدير أنواع كثيرة من الفواكه والخضار إلى العراق ودول الخليج بمعدل 25 و30 براداً يومياً حسب تصريحات عضو لجنة تصدير الخضر والفواكه في سوق “الهال المركزي” لموقع محلي.