الفقر يدفع الأهالي في مناطق النظام إلى خيارات خطيرة!

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكثر من 11 حالة بيع كلى لأبناء الغوطة الشرقية، سجلت منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم، غالبيتهم لكبار السن، حسب آخر المستجدات التي رصدها مراسلنا في المنطقة.

وأكد أن عادت ظاهرة بيع الكلى لعدد عادت وبقوة في مناطق متعددة في ريف دمشق ولاسيما “الغوطة الشرقية”، بسبب تدني الوضع المعيشي وارتفاع معدل الفقر التي وصل إليها الأهالي تزامناً مع الغلاء الكبير الذي يسيطر على الأسواق.

مراسلنا التقى “أبو سهيل” أحد أبناء الغوطة، معيل لثلاثة أطفال، اثنين منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، قال: إنه قام بعرض كليته للبيع قبل شهر تقريباً، بعدما وصل به الحال إلى وضع متردي، وضاقت به الأحوال وأغلقت كل الأبواب في وجهه، حسب تعبيره.

يعمل “أبو سهيل” يعمل في مهنتين مختلفين، إحداها بائع خضار في سوق الهال، والأخرى سائق تكسي في الفترة المسائية، إذ يمضي أكثر من 14 ساعة يومياً خارج منزله في العمل لتأمين لقمة العيش لأطفاله، ومع ذلك فهو عاجز عن تأمين احتياجات عائلته.

“أبو سهيل” واحد من مئات آلاف الأشخاص الذين يعيشون أوضاعاً اقتصادية متدهورة في مناطق النظام، أكد لنا أن دخله الشهري بالكاد يصل إلى مليون ليرة سورية، بالوقت الذي يحتاج إلى قرابة 5 ملايين ليرة لتأمين مصروف منزله من طعام وشراب وكهرباء وعلاج وأدوية لازمة لأبنائه المعاقين، رغم ذلك فهو اليوم يعاني من تراكم الديون عليه منذ سنوات ولا يستطيع تأمين لقمة العيش.

لم يفكر “أبو سهيل” في عرض كليته للبيع إلا بعدما وصل به الحال لنقطة لا يمكن تخيلها حسب قوله، إذ أشار أنه خلال السنوات السابقة باع سيارته ودراجته النارية ومساحة أرض زراعية صغيرة، كان يملكها ليستطيع تأمين حاجيات ومتطلبات عائلته وما يكفيهم لسد رمقهم.

كذلك الحال مع “رضوان” وهو أحد أبناء بلدة المرج في الغوطة، قرر أيضاً بيع كليته، بعد أن منعته إصابته في قدمه من العمل، حيث قال لموقع SY24، أن إصابته تمنعه من العمل كأي إنسان آخر، لاسيما أن أصحاب المصالح أو المحال التجارية رفضوا توظيفه بسبب إصابته.

“رضوان” أب لطفلين، يسكن مع عائلته في منزله المدمر جزئياً، نتيجة قصف النظام عليه في السنوات السابقة، يقول لمراسلنا : إن “الوضع المعيشي فاق حدود الصبر”، واستشهد بالمثل القائل “عايشين من قلة الموت! “.

يشكو لنا ضيق حاله، وجوع أطفاله، والأمراض التي يعانون منها طيلة الشتاء بسبب البرد وانعدام التدفئة، ما جعله يفكر ببيع كليته لتأمين معيشة أفضل لعائلته.

أكد “رضوان” أن الديون فاقت حدها وأصبح الديانة يطرقون بابه بشكل يومي دون أن يستطيع تأمين طعام لعائلته وسط هذه الظروف المعيشية والاقتصادية التي يعيشونها، إضافة إلى انعدام الإنارة لديه، وعدم وجود كهرباء أو طاقة بديلة، ما يدفعه لشحن البطارية يومياً عند الجيران، وهذا الحال يشابه كثيراً من الأهالي في المنطقة.

يذكر أن جميع مناطق النظام تعيش أوضاعاً كارثية، بشكل عام، وخاصة مع استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل مستمر وخاصة المواد الغذائية والأساسية.

مقالات ذات صلة