للمرة الأولى في محافظة إدلب تفتتح شركة سيارات أجرة خاصة مكتبها في مدينة “الدانا”، لتقديم خدمة التنقل في مناطق الشمال السوري بشكل منظم، مع وجود خدمات عديدة تميزها عن تكاسي الأجرة الأخرى في المنطقة.
تعرّف الشركة التي تحمل اسم “الوسيم” نفسها بأنها مختصة بتأمين سيارات أجرة (تاكسي) لتسهيل التنقل بين مناطق الشمال السوري، فضلاً عن وجود سائقات من النساء مخصصات للتعامل مع السيدات فقط، وتحمل السيارات اللون الأبيض وعليه شريطاً باللون الوردي لتميزه عن سيارات المخصصة للرجال.
كما وفرت الشركة حسب ما أعلنته 75 فرصة عمل بين سائقين/ات وإداريين ومسؤولين عن 25 سيارة، منها ماهو مخصص للرجال ومنها للنساء، فضلاً عن وجود خدمات إضافية داخل كل سيارة مثل شاشة إلكترونية وكاميرات مراقبة وعداد وخدمة WIFI وخدمة تتبع الموقع (GPS)، حيث يتم التواصل مع الشركة عن طريق تطبيق عبر تطبيق “واتساب” من قبل العملاء.
اختلفت ردود الأفعال بين الأهالي، فمنهم من وجدها خطوة إيجابية لتحسين الخدمات وتأمين مواصلات خاصة بميزات متعددة، ومنهم من وجدها مشروع غير مناسب للمنطقة، خاصة أن شريحة كبيرة من السكان يعتمدون على مركباتهم الخاصة، أو الدراجات النارية، أو وسائل النقل العامة باعتبارها أقل تكلفة من وسائل النقل الخاصة.
وحددت الشركة تعرفة ثابتة عن الرحلات والتنقل داخل المدينة، وهي نصف دولار عن كل كيلو متر أي مايعادل 30 ليرة تركية، حسب تصريف اليوم، وعداد ونصف للرحلات خارج المدينة أي تزيد التكلفة مقدار النصف عن المسافات التي تكون خارج المنطقة كالمسافة بين مدينتي إدلب وسرمدا، أو إدلب والدانا وغيرها، وقد تصل التكلفة إلى 30 دولار تقريباً.
يقول “أبو خليل زيدان” موظف في مدينة إدلب: إن “الرقم غير منطقي، فلو أراد الذهاب بسيارة أجرة يومياً من مكان سكنه في سرمدا إلى إدلب فهو يحتاج ضعف الراتب، لذا استبعد إمكانية تعامله مع الشركة بهذا النحو، مع إقراره بفاعليتها ضمن المدينة الواحدة، كون الأسعار متقاربة مع التكاسي الأخرى الموجودة في المنطقة”.
تشهد محافظة إدلب ازدحاماً مرورياً خانقاً، بسبب كثافة عدد السيارات الخاصة المستوردة في المنطقة، ورخص ثمنها نوعاً ما، والذي مكن عائلات كثر من امتلاك سيارة خاصة وقضاء حاجات العائلة بنفسها، دون الاعتماد على سيارات الأجرة أو النقل الخاص، حسب قول “أبو خليل”.
بينما تجد “مرام”، 27 عاماً، معلمة تسكن في مدينة “الدانا” أن “تكسي الوسيم” فكرة جيدة، خاصة أنها اهتمت بالنساء ووفرت لهن مكاناً خاصاً بهن وآمناً للتنقل حسب قولها، وهذه خطوة جيدة للمنطقة بوجود نساء معيلات لأسرهن، يعتمدن على أنفسهن في قضاء حاجات المنزل اليومية.
“تكسي الوسيم” واحد من المشاريع الاستثمارية التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة، يراها ناشطون خطوة جيدة في طريق الاستقرار وتأمين خدمات مميزة للشمال السوري، بينما يراها قسم آخر من الأهالي مجرد مشروع استثماري لا يقدم شيء جديد، باعتبار المواصلات متوفرة، وتكاسي الأجرة موجود ة بالأساس، لذا فهو معرض للنجاح أو الفشل خاصة إذا بقيت أسعاره غير مناسبة للوضع المعيشي لغالبية الأسر.