دفع ارتفاع أسعار الأدوية بشكل غير مسبوق في مناطق النظام السوري، بعدد من أصحاب النفوس الضعيفة إلى استغلال حاجة المرضى وبيعهم أدوية مغشوشة، في تجاهل تام لحجم المخاطر الصحية التي قد تتسبب بها تلك الأدوية.
وحسب الأنباء الواردة من حلب وباعتراف من صفحات تابعة للنظام، فقد تم رصد بيع أدوية مغشوشة ومهربة وأهمها أدوية مخصصة لمرضى السرطان، إضافة إلى أدوية ضد الكزاز وغيرها من الأمراض الأخرى.
وتفيد الأنباء أن من يقف وراء هذا الاستغلال شبكة منظمة تعمل على بيع الأدوية والمتاجرة بها على أنها أدوية أجنبية صناعة شركات عالمية، لكن نتائج التحليل التي أجرتها مديرية صحة حلب أثبتت أنها تحتوي على مواد “سيروم ملحي وكبسولات أسيد فوليك”، وأنها لا يوجد لها أية فعالية دوائية للأمراض التي توصف لها.
وأوضحت محامية تقطن في مدينة حلب “فضّلت عدم ذكر اسمها” في حديثها لمنصة SY24، أنه من غير المستغرب المتاجرة بمعاناة المرضى وخصوصا مرضى الأمراض المزمنة، فالمريض يتعلق اليوم بقشة كما يقال، ولكن غلاء أسعار الأدوية في الآونة الأخيرة أثر نفسيا على حالة المرضى كونهم لا قدرة لهم على شرائها.
ولفت إلى أن أسعار الأدوية باتت غير مقبولة أبدا وأنها قبل أيام اشترت من الصيدلية 4 أصناف من الأدوية بمبلغ 60 ألف ليرة سورية، حسب كلامها.
وأدى رفع أسعار جميع أصناف الأدوية في كانون الأول/ديسمبر 2023 من قبل وزارة الصحة التابعة للنظام بنسبة تصل إلى 100%، إلى نقصها من المشافي بسبب الآلية المتبعة في تمويل المشافي العامة حسب الميزانية المخصصة لكل منها، وخاصة مشافي الأطفال.
الجدير ذكره أن نقص الأدوية ليس المشكلة الوحيدة التي تعاني منها المشافي الطبية في مناطق النظام، بل إن هناك نقص كبير وواضح في عدد أطباء التخدير، ما يهدد القطاع الطبي ويزيد من الأزمة.