ظروف قاسية يواجهها الأهالي في الشمال السوري، تفاقمت مع تعاقب المنخفضات الجوية والعواصف المطرية التي اجتاحت المخيمات والتجمعات السكنية العشوائية، التي تفتقر إلى البنية التحتية السليمة، وسط استمرار القصف الجوي من قبل النظام وروسيا، والذي خلف ضحايا وإصابات بين المدنيين، فضلاً عن ازدياد الحوادث المرورية والحرائق المنزلية في فصل الشتاء بسبب طبيعة مواد التدفئة الرديئة.
وفي آخر المستجدات التي رصدتها المنصة، سجل اليوم حادثتي حريق إحداها في مطعم ببلدة أطمة في ريف إدلب الشمالي فجر اليوم الخميس 18 كانون الثاني، دون معرفة السبب، والأخرى في خزانات وقود بمحطة محروقات قرب دوار الساعة في مدينة إعزاز شمالي حلب، حيث استجابت لهما فرق الإنقاذ بمؤسسة “الخوذ البيضاء” وعملت على إخماد الحرائق، فيما اقتصرت الأضرار على الماديات، حسب ما أكده “عبد الكافي الكيال” متطوع في الدفاع المدني السوري لمراسلتنا.
إذ تتكرر حوادث الحرائق في الشمال السوري، مسببة مقتل العديد من الضحايا وإصابة العشرات من الأهالي فضلاً عن الخسائر المادية في الممتلكات.
وعلى الجانب الآخر تسببت حوادث السير وسط حالة الضباب التي غطت مناطق متفرقة في الشمال السوري، بإصابة 3 مدنيين بينهم امرأة بجروح متفاوتة، إثرانحراف حافلة عن مسارها على طريق قرية خربة الجوز غربي إدلب، يوم أمس الأربعاء.
وقال “كيال” إن “فرق الدفاع المدني السوري، تحذر السائقين بشكل دائم من السرعة الزائدة أثناء القيادة، ونوه إلى ضرورة توخي الحذر وتخفيف السرعة، والتأكد من الحالة الفنية للمركبات، وفعالية المكابح، وماسحات الزجاج، وكاشفات الضباب والأضواء، وتجنب السلوكيات الخاطئة أثناء القيادة مثل استخدام الهاتف المحمول لتجنب الحوادث”.
كما خلف المنخفض الجوي الحالي، والهطولات المطرية الغزيرة، أضراراً كبيرة على مناطق التجمعات السكنية في المخيمات، والمناطق القريبة من نهر العاصي بسبب ارتفاع منسوب المياه.
وأشار” كيال” إلى أن فرق الإنقاذ أجلت 4 عائلات بينهم 14 طفلاً و10 نساء، من بلدة الغزالة بمنطقة دركوش غربي إدلب، مساء يوم الأربعاء 17 كانون الثاني، إثر تعرض منازلهم للخطر نتيجة ارتفاع منسوب المياه في نهر العاصي، ونقلتهم إلى منازل أكثر أمناً عند أقربائهم.
وفي ذات السياق قال فريق “منسقو استجابة سوريا”، في بيان اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، إن منطقة الشمال السوري تعد منطقة كوارث نتيجة العوامل الجوية الحالية وتحتاج المنطقة إلى أكثر من 20 يوم للتعافي بالحد الأدنى من الوضع الحالي.
وأضاف أن “أكثر من 109,000 نازح متضرر نتيجة الهطولات المطرية التي أدت إلى أضرار في أكثر من 309 مخيمات، أي ما يعادل 18 بالمئة من إجمالي المخيمات المنتشرة في المنطقة.
فيما توزعت الأضرار بين مخيمات خربة الجوز غربي إدلب، وصولاً إلى المخيمات الحدودية باتجاه ريف حلب الشمالي، إضافةً إلى محيط مدينة إدلب ومعرتمصرين وكللي وحربنوش وكفريحمول وحزانو وزردنا.
رغم الأوضاع الكارثية التي تمر بها المنطقة، فإن النظام السوري كثف من قصفه على المدنيين خلال اليومين الماضيين، حيث استهدفت قوات النظام اليوم الخميس بالصواريخ المتفجرة أطراف قرية مصيبين في ريف إدلب الجنوبي، واقتصرت الأضرار على الماديات دون وقوع إصابات.
وشهدت مدينة “أريحا” مساء أمس الثلاثاء، قصفاً صاروخياً من قبل قوات النظام استهدف أحياء بالقرب من مرفق طبي وسوق شعبي ومساجد، تسبب بمقتل مدنيين اثنين وإصابة 7 آخرين بينهم طفلتان وامرأة بجروح بعضها خطرة.
وقال “كيال” في حديثه إلينا: إن “الهجمات الممنهجة التي تشنها قوات النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية الموالية لهم، على السوريين في الشمال تهدف إلى قتل الحياة وتقويض سبل العيش وفرض حالة من غياب الاستقرار ومضاعفة معاناة المدنيين في ظل فصل الشتاء وتردي الأوضاع المعيشة، نهج متعمد مستمر منذ 13 عاماً في ظل غياب العدالة والمحاسبة وردع هذه الهجمات التي تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني”.