تباينت الآراء حول الأسباب الرئيسية لانتشار وسيلة النقل “الطريزينة” أو “الطرطيرة” في مدينة الرقة شرقي سوريا بشكل ملحوظ، بالتزامن مع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها السكان.
وربط كثيرون من أبناء المدينة سبب الانتشار الملحوظ لـ “الطريزينة” بالأزمات التي تمر بها المدينة وريفها وعلى رأسها غلاء أسعار وسائط النقل وغلاء المحروقات.
ورأى البعض أن “الطريزينة” تعتبر مصدر دخل لكثير من الأشخاص وخاصة من يعمل في جمع المواد البلاستيكية والخردة لبيعها وتأمين قوت يومه، حسب تعبيرهم.
وأشار البعض الآخر إلى أن انتشارها يأتي بالتزامن مع التضييق الحاصل على الدراجات النارية من قبل الجهات المختصة في المنطقة، وفق كلامهم.
ورأى عدد أبناء المنطقة أن ذلك يشير إلى التفاوت الطبقي في المنطقة، فلم يعد هناك طبقة وسطى إما طبقة فقيرة أو طبقة غنية، بحسب وجهة نظرهم.
وجاءت الآراء جميعها متوافقة على أن البنية التحتية المتردية والنشاط الاقتصادي المتراجع إضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، كلها عوامل أجبرت الكثير من الناس إلى استخدام وسائل نقل قديمة وغير مكلفة مثل “الطريزينة”.
ويروي أبناء الرقة أن “الطريزينة” كانت في وقت من الأوقات إحدى وسائل النقل المستخدمة في الرقة، ومن احدى استخداماتها الأكثر شيوعاً بعد استخداماتها في سوق الهال وسوق الغنم، هو استخدامها من وإلى كراج انطلاق الباصات، سواء القديم “الهوب هوب”، أو الأحداث “كراج البولمانات”.
وأضافوا أن “الطريزينة كانت هي المتوافرة في محافظة الرقة سابقاً، وكانت تعمل كسيارات أجرة تأخذها توصيلة إلى أي مكان تريد ضمن البلد بخمسٍ وعشرين ليرة سورية فقط”.
ويتوقع أهالي المنطقة عودة “الطريزينة” إلى الواجهة مجددا في ظل استمرار تردي الوضع الاقتصادي في المدينة.
ومؤخراً، أعلن مكتب النقل في مجلس الرقة المدني أنه يعمل على إصدار بطاقات إلكترونية لعربات النقل محلية الصنع (طريزينة – حلفاوية..) بهدف تزويدها بالوقود من الكازيات، حيث قال مدير مكتب النقل في محروقات الرقة إنهم بدأوا بتفعيل البطاقات الإلكترونية لهذه المركبات.